آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-12:05م
أخبار وتقارير

تفاصيل مختلفة تماماً:عبد الكريم الغماري لم يقتل داخل صنعاء وما الذي كان يفعله لحظة القصف.. موقع أجنبي متخصص يجيب.!؟

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 10:07 ص بتوقيت عدن
تفاصيل مختلفة تماماً:عبد الكريم الغماري لم يقتل داخل صنعاء وما الذي كان يفعله لحظة القصف.. موقع أجنبي متخصص يجيب.!؟
غرفة الأخبار / عدن الغد

كشفت مصادر موقع “ديفانس لاين” المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية تفاصيل مثيرة حول مقتل رئيس أركان ميليشيا الحوثي محمد عبدالكريم الغماري في غارة إسرائيلية دقيقة نفذت أواخر أغسطس الماضي، مؤكدة أن الجماعة أخفت نبأ مقتله لأكثر من شهرين قبل أن تعلن عنه رسمياً، وتعيّن القيادي يوسف المداني خلفاً له في منصب رئيس هيئة الأركان.


وبحسب ما نقله الموقع، فقد استهدفت الغارة الإسرائيلية موكب الغماري أثناء مروره في منطقة جبلية قريبة من صنعاء في التاسع عشر من أغسطس، وأدت إلى إصابته بجروح بالغة وبتر إحدى ساقيه، قبل أن يفارق الحياة بعد أيام متأثراً بإصابته. وأوضحت المصادر أن العملية كانت بالغة الدقة، وجاءت ضمن سلسلة هجمات إسرائيلية استهدفت كبار القادة في المنظومة العسكرية الحوثية، وشملت مواقع حكومية ومقرات للقيادات في صنعاء.


وأكدت المعلومات أن الجماعة تعمدت تأخير إعلان مقتل الغماري بناءً على تعليمات من ما يُعرف بـ"المكتب الجهادي"، فيما كانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين تبث تصريحات وصوراً منسوبة له في محاولة للإيحاء بأنه لا يزال على قيد الحياة. ووفقاً للمصادر، فإن الغارة لم تقتل الغماري فقط، بل أودت أيضاً بحياة نجله حسين البالغ من العمر 13 عاماً، وعدد من مرافقيه، بينهم مرتضى زيد عبدالمجيد قاسم الحمران من منطقة ضحيان بصعدة، وعماد علي يحيى أحمد الأعضب (مقدام) من قفلة عذر في عمران، بينما توفي آخرون لاحقاً متأثرين بجراحهم.


وأشار التقرير إلى أن الغماري كان هدفاً لضربات متكررة في الأشهر الماضية، بينها غارة في الرابع عشر من يونيو استهدفت مقراً تابعاً له في حي حدة بمديرية السبعين جنوب صنعاء، ما يؤكد أن إسرائيل كانت تتابعه عن كثب ضمن حملة استخباراتية معقدة. كما نقل الموقع أن الغارة الأخيرة جاءت بعد رصد تحركات سيارته قرب أحد المنازل التي تقيم فيها إحدى زوجاته، في عملية توصف بأنها من أكثر الضربات دقة ضد قيادة الحوثيين منذ سنوات.


الغماري، المنحدر من محافظة حجة والمعروف داخل الجماعة بالاسم الجهادي “هاشم”، يُعد أحد أبرز مهندسي النظام العسكري للحوثيين، وكان له دور محوري في إدارة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد القوات الحكومية والمناطق السعودية. تلقى تدريبات متقدمة في إيران ولبنان بإشراف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وشكّل خلال السنوات الأخيرة العمود الفقري للجهاز العسكري الحوثي الذي اعتمد عليه عبدالملك الحوثي في توحيد القيادة والسيطرة على الجبهات.


وبحسب تقارير وزارة الخزانة الأمريكية، فإن الغماري كان يدير شبكات تسليح متطورة تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتورط في هجمات استهدفت مدنيين وأدت إلى إطالة أمد الحرب في اليمن، ما جعله ضمن قوائم العقوبات الدولية منذ عام 2021. كما صدر بحقه حكم بالإعدام من المحكمة العسكرية في مأرب، ويُحاكم غيابياً أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن.


إعلان الجماعة مقتل الغماري جاء متزامناً مع تعيين القيادي يوسف حسن إسماعيل المداني رئيساً لهيئة الأركان خلفاً له، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لاحتواء الفراغ الذي أحدثته الضربة القاصمة. ويُعد المداني من الجيل العسكري المقرب من عبدالملك الحوثي، ويُتوقع أن يتولى إعادة ترتيب الصفوف ومحاولة استعادة توازن القيادة بعد فقدان أحد أهم عقولها العسكرية.


ويرى مراقبون أن مقتل الغماري يمثل نقطة تحول كبيرة في مسار الجماعة، إذ كان المسؤول عن التنسيق بين الجبهات ووضع الخطط العسكرية الكبرى. كما أن اختفاء وزير دفاع الحوثيين محمد ناصر العاطفي منذ أغسطس، وتوارد الأنباء عن إصابته في الغارة ذاتها، يعزز الاعتقاد بأن العملية الإسرائيلية كانت تهدف لتصفية الصف الأول من القيادة العسكرية للحوثيين. وتشير معلومات أخرى إلى أن القيادي جلال الرويشان، نائب رئيس حكومة الجماعة لشؤون الدفاع والأمن، أصيب أيضاً في الهجوم ولم يظهر منذ ذلك الحين.


وبينما تحاول الجماعة التغطية على الانهيار الداخلي في صفوفها عبر بيانات دعائية، يرى محللون أن ما حدث يمثل اختراقاً استخباراتياً بالغ الخطورة يثبت قدرة إسرائيل على الوصول إلى قلب المنظومة الأمنية والعسكرية للحوثيين. هذه الضربة، التي أودت بأحد أهم العقول العسكرية للجماعة، قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الارتباك داخل الصف القيادي الحوثي، وتعيد رسم موازين القوة في المشهد اليمني خلال الفترة المقبلة.


غرفة الأخبار / عدن الغد