آخر تحديث :الخميس-08 مايو 2025-06:43م

البلطجة سمة العصر الحديث

الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 12:02 ص
عبدالرحيم المحوري

بقلم: عبدالرحيم المحوري
- ارشيف الكاتب


البلطجة التي نشاهدها اليوم حولنا والتي سيطرت على مفاصل الدولة ووصلت إلى سلم القيادة وأصبح بيدها الرأي والقرار ليس وليدة اللحظة بل هي امتداد لثقافة همجية غرسناها في تنشئة أجيالنا منذ اللبنات الاولى للتربية*


*فنحن كمجتمع نتحمل جزء كبير من مايجري اليوم لأننا سبب اساسي فيه فنحن من يغذي ممارسة البلطجة تحت مسميات ناعمة كشقاوة الاطفال في بيوتنا ومدارسنا ومجتمعاتنا*


*ففي المنزل نجد بعض الاباء أن لم يكن الأغلب منهم يهتم بطفله الشقي البلطجي أكثر من بقية إخوته وتجده يحاول مراضاته ولو على حساب إخوته في توفير حاجياته ومتطلباته وكذلك في مرافقته للتسوق أو السفر وكان السكوت والرضاء والقناعة والأدب للبقية صارت سببا لحرمانهم من حقوقهم*


*كذلك نجد الاطفال الاشقياء أصحاب الاذية (البلاطجة) أكثر تعاملا في الشارع من بقية أقرانهم فالكل يحاول التؤدد إليهم وتكوين صداقات معهم بل يصل أن الاباء يفتخرون ببلطجة ابنائهم وتمردهم واذيتهم للآخرين ويحفزوهم كنوع من الرجولة*


*ومن الحي ينتقل الأمر إلى المدرسة فتجد هؤلاء البلاطجة أكثر قربا من المعلم بسبب مشاغباتهم ويصل بألكثير منهم ان يكونوا رؤوساء للشعب الدراسية وإذا عملنا استبيان للراسبين في اي فصل دراسي في أي مدرسة سنجد أن الاكثر رسوبا من بين الأقل مستوى تعليمي هم الأكثر صمتا والاكثر أدبا عن بقية زملائهم*


*لذلك اصبحت البلطجة عند الكثير سلوكا نافعا والسبب ان المجتمع يمارس معهم الدلال والترضية على حساب البقية الذين تم أهمالهم دون عناية بسبب سكوتهم وحسن أخلاقهم وعدم مطالبتهم بحقوقهم*


*لا تذهب بعيدا وانظر فقط لمن حولك لتعرف كم صرنا كمجتمع يهتم بهؤلاء البلاطجة كثيرا ويترك أهل الأدب والسلوك الحسن دون اي اهتمام ومرعاة وكأنه الخوف من الاذية وتجنب الصدام معهم وهو أسلوب الضعفاء الذي أصبحوا سببا في مانعانيه اليوم من وضع مزري ساد فيه البلاطجة وعاثوا فسادا في كل شي*


*لذلك اخي العزيز لا تستغرب أن وصل هؤلاء لقيادة البلد فأنت من اوصلتهم لذلك وانت من أسست ذلك المبدأ لذلك صرنا اليوم بسببه تحت حكم هؤلاء البلطجية*


*البلطجة والتخريب نبدأ نرسخها في اولادنا منذ إدراكهم لما حولهم عبر كرتونات الاطفال كتوم وجيري وغير ذلك من البرامج التي تهدم القيم والاخلاق والتربية والثناء على أساليبهم وسلوكياتهم المؤذية وكأنه عمل بطولي يجلب الفخر*


*ونستمر نحن في تغذية هذه السلوكيات الغير أخلاقية لتكبر وتنموا مع الطفل أكثر واكثر وتتوسع بعد ذلك خبراته ومهاراته في الاذية والبلطجة وتزداد العناية به والاهتمام بكل مايحب ومراعاة شعوره دون بقية أقرانه*


*لذلك علينا قبل التاسف على حالنا اليوم تحت حكم البلطجية أننا نحن كمجتمعات سببا رئيسيا في ظهور حكم البلطجة فنحن من غرس تلك السلوكيات واهتم بها دون غيرها لتتطور وتبلغ ذروتها في هذا العصر والذي يصلح تسميته بعصر البلطجة والوصول للقيادة و الحكم وما تربع البلطجي ترامب على عرش أقوى دولة في العالم إلا مثال على بداية عصر البلطجة الذهبي*