على جبال شمال الشمال اليمني تقف المدينة بتفرعاتها القبلية وتقسيماتها الجغرافية وبتنوع التركيبة السكانية لمدنها وقراها من حيث الديانات ما بين غالبية مسلمة وأقلية يهودية وتنوع المذاهب رغم صفاء الدين ونقاء وصوله إلى اليمن عامة حيث وصل عن طريق صحابة رسول الله وعلى منهج واحد صافي المنبع إلا أنه في صعده ومدن الشمال شاب ذلك الصفاء الشوائب التي فرقت لحمة المنطقة بتفرق المذاهب وتعدد تفرعات المذهب الواحد فقد وجدت الزيدية لها مكان حتى انتشرت وغدت هي قالب الدين الشائع والمتمكن في كل مدن الشمال والشمال الغربي لليمن ولم يلبث أن تعددت مذاهب الزيدية لتظهر مذاهب داخل المذهب كالهادوية والجارودية حتى باتت صعده بؤرة للاحتقان وقنبلة قابلة للتفجير خاصة بعد أن حكمت الزيدية معظم شمال اليمن خلال حقبة حكم دولة الأئمة الزيدين حتى أطيح بها في عهد ثورات التحرر وقيام الجمهوريات التحررية ولم تزل السلالة الإمامية بكل تفرعات المذاهب الشيعية عينها على الحكم والعودة من جديد لتكون اللاعب الأساس في إدارة البلاد التي انفتحت شهيتها بعد دخول محافظات الجنوب في الوحدة ودخول أراضي لم تكن في حسابات الشيعة في العالم أن تكون قريبة منها على سواحل البحر العربي والأحمر لتكمل قبضتها على كامل الخليج العربي وبحر العرب حتى جنوبه الشرقي فهذه ايران يسيل لعابها لتحكم قبضتها على كل مداخل البحر العربي وهي تبعث الحياة في الطوائف الموافقة لها مذهبيا وترسل البعثات وتستقبل الطلاب لتغرس فيهم تعاليم المذاهب المتمرغ بنواياها الأستعمارية وعودة امجادها وتضع لنفسها موضع يد علها تعيد قبضة دولة فارس على أرض قد نهبت خيراتها في عصور غابرة و عبثت بأمنها كما حصل في حكمها لليمن في عصر ما قبل الإسلام مستخدمة أبرهة اداة من الادوات سيطرتها تارة وأخرى بتحريك اساطيلها وقواتها للغزو المباشر.
فكانت صعده في هذه المرة وجهتها وسبيلها لتعيد كل
ماضيها وتحقق أهدافها فعادت تنفخ في الكير خاصة بعد توافد أعداد كبيرة من السلفيين إلى صعده وإنشاء مركز سلفي يحمل العداء لمذاهب التشيع بل ويحارب كل أفكارهم ويزداد في التوسع وأصبحت صعده وجهة لكل السلفيين في الداخل والخارج في ظل رغبة الدولة آنذاك في توسع مركز دماج ومباركة المملكة السعودية التي كانت ترى توسع السلفيين وانتشارهم في مدن الشمال اليمني عله يعطي شيئا من التوازن ويحد من سطوة الشيعة التي أصبحت تعلن رغبتها في الأنشقاق عن الدولة تحت مزاعم عدم احترام حقوق الاقليات فكانت الحروب الستة منذ مطلع العام 2004م حتى 2010و قيام ثورة الربيع المزعوم في،2011 وجدت الطائفة الزيدية في ذلك متنفس لها فبسطت قواها وانصارها في ساحات الثورة ووجدت سبيلها في تحقيق أهدافها خاصة والدولة تمر بظروف قاسية وهي خارجة من حروبها الستة مع الطائفة التي انهكت الدولة والتي لم تكن بالحسبان أن تبدي تلك الردود القتالية في مواجهة القوات الحكومية.
تصدرت المواقف المتمردة ضد الدولة في تمردها الذي لم تعد من اهدافه إعلان السيطرة على مدن وقرى الشمال الشمالية والغربية في صعدة والجوف وحجة واستعادت الحقوق بل انفتحت الشهية لأخضاع كل الرقعة اليمنية وكان التصدر للجماعة الهادوية بزعامة بدر الدين الحوثي وابنائه متربصين فرصة ضعف الدولة التي تجلت بانشقاق الاصلاح بقيادة بعض ٱل الاحمر ورغبتهم في التخلص من شريكهم في المؤتمر ومطالبات الحراك الجنوبي بانفصال الجنوب والوضع الإقتصادي الذي تردى تبعا لحروب الدولة في الداخل مع الجماعة نفسها التي تقولبت عبر فترة زمنية من جماعة دعوية للشباب المؤمن تم اتخذت الطابع السياسي وخوضها غماره ووصول قياداتها إلى مجلس النواب ومجلس الشورى وما تفرع منها من أحزاب كحزب الرشاد وهي في أثناء ذلك تتلقى الدعم الأيراني في سوء تقدير من القيادات في الدولة التي غطت الطرف عن تلك التحركات للجماعات الحزبية للشيعة وعدم دعمها للسلفيين في معركتهم مع الشيعة بل وقف الاصلاح متفرج ورغبته في احكام أحد الطرفين قبضته على الأخر فهم على خلاف عقائدي مع الحوثة وخلاف منهجي مع السلفيين الذي انبثقت كل تلك التكوينات الاسلامية السياسية من محفظتهم لهذا كان الاصلاحيون بتفرعاتهم احسان وحكمة يبدون التحفظ من الصراع بين سلفي دماج والشيعة بقيادة ٱل بدر الدين لما يتعرضوا من انتقادات من مشائخ السلف في دماج توصهم بالابتداع تارة وأخرى تكفرهم ولم يلتفوا حول الخطر الأعظم القادم من جبال مران بغطاء ايراني.
وهكذا وقفت قيادات المؤتمر من الصراع في دماج بين الحوثة والسلفيين منتظرة سقوط طرف وضرب الطرف الأخر الذي سيخرج منهك من الصراع .
ولم يتوانى الحوثة من تأجيج الصراع داخل المحافظة الواقعة على اطراف البلاد على الحدود مع المملكة السعودية الذين يحملون نحوها العداء والرغبة في اجتياح الجوار السعودي من المناطق الذي يسود فيها المذهب الهادوي لم يتوانى الحوثة من اقحام يهود بني سالم في الصراع واستخدامها كذريعة لاشعال بؤر الصراع مع الدولة.
لو تلقى السلفيين الدعم الكافي والحقيقي من الدولة اليمنية حينها ودعم المملكة اللتان لم تضع الحسابات لحجم جماعة الحوثي المتمردة والمدعومة من ايران لو تلقوا الدعم والمساندة إلى جانب ما يملكون من العقيدة التي تضع جماعة الحوثي جماعة كافرة توجب قتالهم لتحقق الكثير من التضييق على تلك الجماعة و وأدها في مهدها قبل أن تنتشر وتجتاح كل محافظات الشمال تمادت في غيها نحو محافظات الجنوب الذي ردعها و قف الجنوبيون صفا منطلقين من عقيدة التكفير للجماعة ومن منطلق الغيرة على ارض الجنوب التي لم تكن قط حضن لذلك المذهب الطائفي الضيق محتفظة بصفاء الدين الذي وصل اليها جيلا بعد جيل عبر صحابة رسول الله الكرام.
عصام مريسي