آخر تحديث :الأحد-16 مارس 2025-11:06م

الله يستر عليك

الخميس - 13 مارس 2025 - الساعة 03:10 م
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس


(الله يستر عليك) جملة التقطتها اذن المثقف المرهف الناشط ناصر العنبري من فم مرأة كان تقاسم معها ريالات قليلة كانت في جيبه، وتوقفت الصورة من قصة المرأة عند هذا الحد في مقطع فيديو من فيديوهاته اللاذعة.


أثر كلمات المرأة لم يتوقف في ذهن اخونا ناصر العنبري متسائلا، لماذا دعت المرأة له بالستر ولم تدع له بالصحة او بالعوض، وخلص الى نتيجة، نتفق معه فيها، وهذه النتيجة مؤداها (ان لا شيء اكثر قسوة على الانسان أشد من قسوة كشف الحال) وهذه المرأة ليست الا عنوان صغير لمأساة كبيرة تتفشى وتتسع لتلتهم كل الشريحة الوسطى وتنذر بكارثة.


المبدع ناصر العنبري يسال في الختام (هل نحن بحاجة الى وطن آخر ام ان الوطن بحاجة إلى شعب جديد) لكن هذا السؤال لدي اجابة عاجلة عليه، فعلماء الاجتماع يقولون ان الجديد يولد في أحشاء القديم ويقضي عليه، تماما كما نام الرئيس صالح في العسل بعد غزو ١٩٩٤م وراهن على ان جيل الوحدة في الجنوب سيحافظ على الوحدة وهذا الجيل هو من رفض الوحدة وقاتل ضدها، او كما صنع صالح حزب للشيخ عبدالله باسم حزب الاصلاح وتمدد وصنع ثروة ثم انقلب عليه.


المثير للاستغراب ان من بيدهم امر شؤون الناس لا يلتفتون الى معاناة الناس وربما يجهلونها، حتى اننا لا نقرأ عنها شيئا في إعلام اطراف سلطة بساط الريح، فقط نرى تطبيل وحمل مباخر مكشوف للناس، وكل المعلومات والتحليلات عن كارثية الحالة فنقراه من مصادر خارجية، وفوق هذت وذاك فأن جل ما نقرأه في الصحافة الرسمية وشبه الرسمية المحلية لاقلام يعيشون في الخارج بعيدا عن معاناة الناس!!.


ما نسمعه هو عن صراع حامي الوطيس بين رئيس الوزراء (الجنوبي) من جهة وبين بعض الوزراء (الجنوبيين) من جهة اخرى وكل منهم يتهم الآخر بالفشل ويطالب باقالته مع ان الفشل يشمل الجميع بدون إستثناء.


سمعنا ان الرئيس رشاد العليمي بمساعدة الشماليين في معاشق يبذلون جهود للصلح بين الجنوبيين، وهذا خبر لا يهم الناس بالطبع لان كل الشرعية حالة ميئوس منها لكنه قد يمنع صدام جنوبي جديد، ومع ذلك نذكر سكان مستعمرة معاشق بقصة (مجير ام عامر).

اللهم انا نسالك ستر الحال.


عدن

١٣ مارس ٢٠٢٥م