آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:33ص

طارق عفاش؟!

الجمعة - 14 مارس 2025 - الساعة 11:05 م
آزال عمر الجاوي

بقلم: آزال عمر الجاوي
- ارشيف الكاتب



‏خلال اليومين الماضيين، تواصلتُ مع عدد من الشخصيات من أبناء شبوة والمهرة لاستطلاع آرائهم حول زيارة عيدروس الزبيدي ومدى الترحيب الشعبي بها، بالإضافة إلى تأثيرها على المزاج العام في تلك المحافظات. كان هناك شبه إجماع على أن الزبيدي لا يتمتع بشعبية حقيقية، وأن الاستقبال الذي حظي به من بعض الأعيان كان أقرب إلى المجاملة، بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية.


‏وعند سؤالي عن أكثر الشخصيات القيادية شعبية في تلك المناطق، جاءت الإجابة مفاجئة وبإجماع شبه كامل: طارق عفاش هو الشخصية الأكثر شعبية، وأنه في حال زيارته لتلك المحافظات، فمن المتوقع أن يحظى باستقبال شعبي واسع، وليس فقط من النخب، وهو ما قد يسبب حرجًا كبيرًا للزبيدي، بل وقد يُفسَّر الأمر كاستفتاء سياسي، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل على المستوى الوطني أيضًا.


‏دفعني هذا الطرح إلى البحث أكثر، خاصة أنه ورد من شخصيات تنتمي إلى طيف سياسي متنوع، بما في ذلك مناصرو المجلس الانتقالي ومؤيدو فك الارتباط. وجدت أن طارق عفاش يسعى إلى إرساء نموذج مختلف في مناطق نفوذه، يرتكز على التنمية، والخطاب السياسي المتزن، والعقلانية، بعيدًا عن الاستقطاب الحاد. كما أنه يحرص على الابتعاد عن مظاهر البذخ والترف الشخصي، ويتجنب الإقامة في الخارج، مفضِّلًا البقاء قريبًا من المواطنين والتفاعل معهم مباشرةً.


‏لطالما اعتقدتُ أن صنعاء تبالغ في مخاوفها من طارق عفاش ومن بقايا الدولة العميقة التي ارتبطت بعمه الرئيس الراحل، لكن بحثي الأخير أكد لي أن هذه المخاوف مبررة، ليس بسبب إرث الدولة العميقة، بل بسبب النموذج السياسي الجاذب الذي يسعى طارق إلى ترسيخه. هذا النموذج، إذا نجح، قد يجد حاضنة شعبية واسعة تسمح لها بالتمدد، سواء في الشمال أو الجنوب، في ظل الواقع المزري الذي تعيشه البلاد عموماً .


‏( وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ).


‏ملاحظة: المقصود بالنموذج هنا ليس “المدينة الفاضلة”، بل هو مقارنة ببقية مناطق نفوذ الفرقاء المتناحرين في الوطن، أي مقارنة بين السيئ والأسوأ لا أكثر ولا أقل.