آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-07:45ص

النور الساطع ! (٢)

السبت - 15 مارس 2025 - الساعة 11:38 ص
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



لقد انتظرت الأرض كلها، والعرب خاصة لتلك المعجزة، نعم، لقد خرج رجل لكنه معجزة إلهية؛ لأن الواقع الذي هو فيه، لا يحتاج إلى عبقري أو مفكر، أو صاحب نظريات....

نعم، لقد استطاع هو ومن خرج معه أن يرفعون الركام الذي جثم عليهم منذ قرون طويلة.

كان هذا الرجل بسيط للغاية، بل كان يرعى الاغنام، كان يتيم الأب والأم، هذه المعجزة وقفت لنفسها، حتى من كان إلى جانبه ممن صدّقه، كانوا أضعف الناس، فلا ناصر له، في ميدان المواجهة بالعتاد والعدة، في هذا الكون....

وقف بمفرده هو والفقراء والمحتاجين والمساكين والعبيد وقلة قليلة من الفرسان . أمام القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتمتع بها تلك القوى مع المجتمعات، وقف كما وقف موسى من قبل أمام البحر ومن خلفه أعظم دول العالم، بجيوشها المسلحة ، لكن الشيء الذي لايعلمونه (إن الله معنا..) شعار يرفعه كل- رسول - ورسولنا رسول الرحمة، فقد سار بمعية الله حتى وضع إصبعه على مفتاح النور الذي بدد ظلمات طال إنتظارها، وقفت كل فئات المجتمع القوية والمجتمعات الأخرى أمامه، ووضعوا بتحالفهم سور يمنعه من الحركة والكلام ....

فكيف استطاع بمفرده إلحاق الهزيمة الساحقة بهم؟

كان التأييد إلهي من البداية، مماجعل تلك الأسوار تتساقط خلال عشرين عاماً من التفوق والنجاح الدائم...

كان أول ما خرج يصدح بما أمر، خرج أمامه أهله وذويه من بين الحشود، يكذبونه، ويحشدون جيوش المحرضين، من هنا أعطوا الكرت الأخضر للإعلام الموجه على فئات المجتمع، بعدها تصدّر هذا الإعلام المعادي الذي لازلنا نعاني منه إلى اليوم، في تشويه صورة الجمال الذي لا تعلق به تلك السفاهات....

كانوا يقولون عنه: مجنون، ساحر، شاعر... لايسمع له.

ولا يمكن لأحد إستقباله، أو حمايته...

وبالأمس القريب يقولون عنه: ماعهدنا منك إلا الصدق والأمانة! فقد سموه من قبل بالصادق الامين!

فقد حكّموه في أعظم مكان ومكانة عندهم أنها؛ الكعبة المشرفة في وضع الحجر الأسود.

نعم، لقد أتى ـ محمد صل الله عليه وسلم ـ لتغيير المجتمع المحيط به ، بل للبشرية جمعاء.

هذا الخلق الذي وصفه الله بأنه على خلق عظيم، يستمد عونه وقوته من خالق الكون سبحانه وتعالى!

فبدأ بالدعوة لهم، وكانت أيام صعبة قد عاشها مع الجهل والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المختلفة فكانت محفوفة بالمخاطر بل وصل ببعض أتباعه إلى العذاب حتى الموت... كان عمله شاق فدفع فيه ومن معه الأثمان الباهظة لكنهم قبلوها بكل أريحة....

فقد خرجوا وتركوا خلفهم الأهل والأوطان تركوا مصالحهم الشخصية والتي قدموا فيها جهدهم لكنهم تركوها ، تركوا الجهل الذي أظلم على النفوس فجعلهم وحوش بشرية.

هؤلاء الأصحاب وصلوا في المحبة والاتباع والانقياد والطاعة والتضحية والايثار إلى أعلا المراتب....

كيف وهم قد خرجوا من عبادة الأصنام، ورعونة الجاهلية.

فقد غير تلك السلوك والعادات وجعل منها سلوك سوي وعادات وتقاليد قيمة وابقى العادات والتقاليد الحسنة والتي تعود على الجميع بالنفع ...