كنا نتمنى نحن المعلمون ألا نُوضع في هذا المأزق الذي كان خارج إرادتنا، لأن الأمر متعلق بمعيشتنا ومعيشة أسرنا.
فالجائع لا يستطيع أن يقدم شيء والظلم والإجحاف يقتلان الحماسة ويجعلان النفس غير مهيأة للانتاج.
هكذا نحن معشر المعلمين كنا نأمل أن يكون هناك من يضع مصلحتكم في مقدمة اهتماماته، ويحرص على العملية التربوية والتعليمية، ولكننا لم نفاجأ بموقف أولئك الذين يفترض بهم أن يكونوا مسؤولين عن تطوير التعليم. فمن يستغل وظيفته لنهب المال العام لا يمكن أن يكون مهتما بمستقبلكم، ومن يسخر كل جهوده للاستفادة من الوظيفة العامة لجني المكاسب الشخصية لن يسأل إلى أين تسير الأمور وإلى أي هاوية قد يقودكم الإهمال.
إن تركيزهم ينصب فقط على الأبواب التي تدر عليهم المال فمثلا سيهتمون فقط بميزانيات الامتحانات وكيف سيتقاسمونها بغض النظر عن اي شيء آخر ودون أن يلتفتوا إلى مصلحتكم الحقيقية.
ستجرى الامتحانات كتحصيل حاصل، وسيبقى همّ البعض هو احتساب المبالغ المخصصة لهم غير آبهين بمستقبلكم ولا بمصيركم.
لكننا نؤمن بكم، ونثق أنكم تدركون أهمية التعليم رغم كل الصعوبات اجتهدوا من أجل أنفسكم، فالمعرفة سلاحكم، والمستقبل لا يبنى إلا بالعلم والإرادة. ولا تسمحوا لأحد بأن يسرق أحلامكم أو أن يجعل من جهدكم مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية.