آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-03:56م

عسكرة الممرات المائية

الثلاثاء - 18 مارس 2025 - الساعة 06:06 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



ما أن تبدأ أمور وأحوال الملاحة تستقر في المياه الأقليمية والدولية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي حتئ يتأجج الإضطراب والقلاقل التي تعكر أجواء الملاحة وتعصف بالعمليات التجارية البحرية ونزع الأمن لتتحول الممرات المائية إلى بؤر للنزاعات أو استخدامها كذلك من قبل الجماعة المتمردة في اليمن والتي اتخذت من القضايا الوطنية والقومية والعربية ذريعة لزعزعة الأمن الداخلي للبلاد والعبث بالملاحة الاقليمة والدولية وتضييق الخناق الأقتصادي إلى ابعد مستوياته ولتزداد حالة المواطن سوء إلى سوء المأل الذي صارت إليه أحواله بتدهور طرق التجارة البحرية نتيجة التصرفات الطائشة لجماعة الحوثي المارقة وهي في ذلك تنجز الأجندة الإيرانية في تحويل الصراع إلى رقعة مكانية بعيدة عن إيران لتخوض بدلأ عنها حرب بالوكالة.

لم تكن إيران تاركة أذنابها ومتلقيي دعمها المشروط بمعزل عن صراعها الدائر مع الولايات المتحدة حول مشروعها النووي منذ عقود دون توظيفهم في مراحل من صراعها مع الغرب بقيادة الولايات الأمريكية وهي في ذلك لا تأبه بمصير تلك الأذناب والأتباع فهم وقود معاركها التي تحاول بهم تفريغ شحن الصراع القائم مع خصومها وتلقيهم الضربات بين الفينة والأخرى بدلا عنها كما هو حاصل مع أعوانها في العراق وسوريا قبل تحريرها واليمن الذي وجدت في سفه وخفة قيادة الجماعة الحوثية متنفس لتحقيق مأربها كما تظن اشغال الولايات الامريكية بنزاعات من هنا وهناك والمساس باقتصاديات الخصوم حسب زعمها.

وهي في ذلك توحي لاعوانها واذرعها استخدام قضايا وطنية ودينية واقليمية وقومية غطاء وستار لتحقيق أهدافها غير المعلنة في تحقيق مشاريعها ووضع قدم لها بين الأنظمة الدولية كذراع لقطب الصراع الدولي روسيا التي لن تتوانى في اعلان تأيدها لايران في حال تعرضها لعقاب الولايات الأمريكية كما يلوح بذلك ترامب كخطوة لاحقة في توجيه الضربات بعد قصقصة أذرعها وتكثيف الضربات الموجعة لهم باستخدام نفس السوط لضرب ايران للحد من مشاريعها في اتخاذ مساحة بين الدول العظمى وتمرير مخططاتها العدائية لكل خصومها على كل المستويات الدينية والسياسية .

فلسطين هي مشروع كل العرب والمسلميين وما يعانيه أهل غزة يمس كل الإنسانية والحوثي بارسال صواريخه إلى المصالح الأمريكية يمس بمصالح اليمن وكل دول الاقليم ودول العالم التي أجبرها مشروعه الإرهابي في اتخاذ سبل أخرى مكلفة وباهضة تنعكس على المواطن في الداخل اليمني والأقليم والعالم ولم يحقق المرجو منه حسب زعمه لشعب غزة الأبية.

بمثل تلك التصرفات الرعناء غير المدروسة لجماعة الحوثي ستتحول المنطقة ومياهها الأقليمة ومسطحاتها الدولية إلى ساحة حرب وهم في ذلك يدعون المزيد من الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات إلى المنطقة لتكون ساحة للصراع وتصفية الحساب بين القوى الدولية المتصارعة وبذلك لن يكون الأمن القومي للبلاد والاقليم بمعزل عن تلقي المزيد من الأهتزازات والإنتكاسات التي ستغرق البلاد والأقليم في غمار حرب مفتوحة الأمد غير مأمونة ستأتي على كل غالي ونفيس ولن تتحقق سوى أهداف القوى المتصارعة من عسكرة المياه المحلية والاقليمة لفترة غير معلومة المدى.

إن الحوثي بتصرفاته العوجاء الخاضعة لإملاءات فارس سيجلب كل المردة والعفاريت إلى المنطقة لكن هل يمتلك القدرة على صرفهم أو أنه سيضع لهم المزيد من مواطئ الأقدام والذرائع لتواجدهم الذي كان في كثير من الأحيان غير مبرر حتى يكون وجودهم في المنطقة مبررا ومنطقيا تبعا للظروف الجديدة والمستجدات التي أحدثها الحوثي.

فتلك الإدعاءات التي يعلنها الحوثي فيما يخص نصرة أبناء غزة وشعب فلسطين هي حق والجميع مؤمن بها ويسعى لتحقيقها لكنه يريد من وراء ذلك الحق الباطل وهو تنفيذ أجندات إيران في المنطقة باعتباره الذراع المستحدثة في جنوب غرب قارة اسيا ليكون لايران موطئ قدم كغيرها من القوى المهينة التي خلقت الذراىع والمبررات لتواجدها ولم تنصرف لتجديد دواعي تواجدها المبررة وغير المبررة.


عصام مريسي