آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-01:46ص

الصدقة في رمضان: كنزٌ لا يُفوَّت

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 11:17 م
سناء العطوي

بقلم: سناء العطوي
- ارشيف الكاتب



الحمد لله الذي حبَّب إلينا فعل الخير، وجعل العطاء بابًا من أبواب الرحمة، ووهبنا شهر رمضان، شهر البركة والمغفرة والعتق من النار. ومع قدوم هذا الشهر الكريم، تتجدد في قلوبنا معاني البذل والعطاء، حيث تكثر الصدقات، وتسمو النفوس بحب الخير.


إن الصدقة في رمضان ليست كأي صدقة، بل لها فضلٌ مضاعف، وأجرٌ عظيم، فقد كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما روى ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة" (رواه البخاري ومسلم).


لماذا الصدقة في رمضان عظيمة؟


1. مضاعفة الأجر: رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات، فما بالك بصدقةٍ تُعطى فيه؟ قال تعالى: مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍۢ مِّا۟ئَةُ حَبَّةٍۢ ۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 261).



2. مواساة الفقراء والمحتاجين: شهر رمضان هو شهر الجود، والكرم، والشعور بالآخرين، وكم من فقير يتطلع إلى يدٍ تمتد إليه بكسرة خبزٍ أو شربة ماء، فيكون عونًا له على الصيام والقيام.



3. تكفير الذنوب: الصدقة تطفئ غضب الرب كما تطفئ النار الحطب، وهي سببٌ في مغفرة الذنوب والخطايا، قال ﷺ: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (رواه الترمذي).



4. باب من أبواب الرحمة والبركة: حين تُخرج من مالك صدقةً لوجه الله، فإنها لا تنقص مالك، بل تزيده، قال النبي ﷺ: "ما نقصت صدقةٌ من مال" (رواه مسلم). فالبركة تحل في المال، والرزق يتوسع، والخير يعمّ.




أشكال الصدقة في رمضان


الصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل لها أشكال كثيرة، منها:


إفطار الصائمين: قال النبي ﷺ: "من فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" (رواه الترمذي).


التبرع للطعام والملابس: لا سيما للأسر المتعففة التي تخجل من السؤال.


الصدقة الجارية: مثل بناء مسجد، أو حفر بئر، أو طباعة مصاحف وكتب نافعة.


الابتسامة والكلمة الطيبة: قال النبي ﷺ: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).


مساعدة الناس وخدمتهم: سواء بإعانتهم في قضاء حوائجهم أو تقديم عمل خيري.



كيف نغتنم رمضان في الصدقة؟


اجعل لنفسك عادة يومية بالصدقة، ولو بالقليل، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.


حدد مبلغًا معينًا تُخرجه كل يوم في رمضان، أو اجعل لك صندوقًا تضع فيه صدقتك اليومية.


ابحث عن الأسر المحتاجة في محيطك، وكن سببًا في إدخال الفرحة إلى قلوبهم.


لا تحقرنّ من المعروف شيئًا، فحتى الماء الذي تسقيه لعطشان، أو تمرات تُقدِّمها لمحتاج، هي عند الله عظيمة.



ختامًا:


الصدقة في رمضان ليست مجرد عادة، بل هي طريقٌ إلى الجنة، ووسيلةٌ لمضاعفة الأجر، وسببٌ لجلب البركة والسعادة. فلنحرص على أن يكون لنا نصيبٌ منها، ولنتذكر أن الدنيا زائلة، ولكن ما نقدمه فيها من خيرٍ هو الباقي لنا في الآخرة.


نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجود والكرم، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة.


الكاتبة: سناء العطوي