قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات جوية على ميناء الحديدة اليمني يوم الاثنين، بعد يوم من إطلاق الحوثيين المتحالفين مع إيران صاروخا سقط قرب مطار بن جوريون الإسرائيلي.
وأضاف الجيش في بيان أنه هاجم أهدافا “إرهابية” تابعة للحوثيين في الحديدة ومحيطها.
وقال أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون، إن الضربات تسببت في إصابة 21 شخصا على الأقل.
وذكرت ثلاثة مصادر أن الحوثيين أغلقوا المنطقة المحيطة بالميناء ومصنع أسمنت عقب الغارات.
وقالوا إن حجم الأضرار التي لحقت بالميناء غير معروف، لكن كثافة الضربات والحريق ألحقت أضرارا جسيمة برصيف الحاويات.
وقدر مصدران آخران حجم الأضرار بنحو 70 بالمئة من أرصفة الميناء الخمسة والمستودعات ومنطقة الجمارك. وقال أحد العاملين في الميناء إن الضربات وقعت في الوقت الذي كانت فيه سفينتان تقومان بتفريغ حمولتهما، مشيرا إلى أن حركة الشحن توقفت في الميناء تماما.
والحديدة هو ثاني أكبر ميناء في البحر الأحمر بعد ميناء عدن، وتدخل منه نحو 80 بالمئة من واردات اليمن الغذائية.
وقال خمسة من السكان لرويترز إن أكثر من 10 ضربات استهدفت ميناء الحديدة وحيي السلخانة والحوك في مدينة الحديدة. كما استهدفت أربع ضربات مصنع أسمنت شرقي الحديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “جاءت الغارات ردا على الهجمات المتكررة لنظام الحوثي الإرهابي نحو دولة إسرائيل والتي شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض ومسيرات نحو الأراضي الاسرائيلية ومواطنيها”.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الأحد، وهو أول هجوم صاروخي معروف يفلت من اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضمن سلسلة من الهجمات منذ مارس آذار.
وقال المسؤول الحوثي عبد القادر المرتضى في منشور على منصة إكس تعليقا على الهجوم إن على إسرائيل أن تنتظر ما لا يخطر على بالها.
وكانت الجماعة اليمنية استأنفت هجماتها على إسرائيل وخطوط الملاحة البحرية بعد تعليقها لفترة وجيزة في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في غزة.
ويشن الحوثيون الذين يسيطرون على اليمن هجمات على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، انطلاقا مما يصفونه بالتضامن مع الفلسطينيين.
وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته إن القوات الأمريكية لم تشارك بفاعلية في ضربات يوم الاثنين، لكنه أشار إلى وجود تنسيق عام بين الحليفتين.
وأعلنت شركة نفط يديرها الحوثيون أنها بدأت العمل بنظام الطوارئ في تزويد السيارات بالوقود بسبب صعوبات في تفريغ الحمولة في ميناء رأس عيسى النفطي.
وعزت الشركة في بيان هذا القرار إلى الضربات الأمريكية على البلاد، ومنها الضربات على الميناء.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس آذار بشن ضربات واسعة النطاق على الحوثيين بهدف تقليص قدراتهم وردعهم عن استهداف الملاحة التجارية في البحر الأحمر. وأودت الضربات بحياة المئات في اليمن بينما قلصت إسرائيل بشدة ضرباتها هناك منذ ديسمبر كانون الأول العام الماضي.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وافقت إسرائيل على خطة قد تشمل الاستيلاء على قطاع غزة والسيطرة على المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
وبدأت الحرب في غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وتقول إحصائيات إسرائيلية إن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 آخرين رهائن إلى غزة. ويقول مسؤولون صحيون في غزة إن الهجوم الإسرائيلي الذي تلا الهجمات على غزة قتل أكثر من 52 ألف فلسطيني،ودمر مساحات واسعة من القطاع.