كلما تسارعت خطى أيام وليالي رمضان وبات الجميع في انتظار هلال العيد وتاقت نفوس الأطفال والشباب لاقتناء بدلات عيدية جديدة ترسم الوان الفرح على أجسادهم كي تزهو في صبيحة العيد ونهاره تمتزج معها بهجة العيد بالوان الملابس الجديدة فتضفي بريق البهجة على النفوس وتخطها على الأجساد.
لكن السبيل إلى بدلة العيد في ظل القيادات الحكيمة التي تدير البلاد منذ تحريرها كما يزعمون من براثن الإجتياح الحوثي يزداد بعد السبيل لها حتى أصبحت عند كثير من المواطنين حلم بعيد المنال.
بدلة العيد في ظل انهيار العملة التي لم تستطع الحكومات المزدوجة التي تتناوب إدارة البلاد ربما تكلف أكثر من راتب موظف وصل في سلم الدرجات الوظيفية إلى أعلى المراتب.
في مثل هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الوطن ويتجرع فيها المواطن مرارة فشل الإدارات الحكومية اصبحت بدلة العيد هاجس يشغل الصغير والكبير إذ أصبح امتلاكها والوصول إلى شرائها يدل على حالة من البذخ والترف حتى أنها تعد من الكماليات.
ربما يأتي العيد ولن يستطع أطفال الحي استقباله بما يليق بمثله ضيف . العيد سيأتي لإنه ملتزم بوعده ومواقيته لكن البدلة ربما تأتي أو لا تأتي وربما الأطفال يقفون في رونقهم الجديد وهم متزينون ببدلاتهم الجديدة وربما يتوارون حتى لا يراهم العيد ويعرف ما وصل بهم الحال فيخجل لأنه أتى ومحبيه لم يتمكنوا من الإستعداد لإستقباله.
أيام قلائل وليالي حتى يقف هلال شوال ليخبر الدنيا أنه على موعد ليصافح الكون ويهدي الأطفال موسم للابتهاج ولبس الجديد لكنه في هذه المرة ربما يطل ومحبيه ومستقبليه من اطفال اليمن غائبون لان بعضهم منهمك باعمال من اجل جمع ثمن البدلة فيضطر للعمل حتى في صبيحة العيد وربما البعض الأخر سيؤثر النوم والاختفاء عن الأنظار لأنه ليس له سبيل لشراء مراسم استقبال شوال العيدي .
وربما العيد في هذا العام لن يجد أطفال غزة في استقباله لأن كثير منهم سقط صريعا تحت القصف الهمجي والأخرين في المشافي جرحى وأخرين الم بهم حزن فراق الأب او الأم والأخوة أو جميعهم.
العيد سيأتي لكن بدلة العيد والفرحة التي تخالطها ربما لن تأتي.
عصام مريسي