من شاهد الحرب على غزة وتابع المراحل التي مرت بها حتى وصل الحال اليوم فيها إلى منتهى القسوة والقتل والحصار والتجويع يستطيع أن يقول أن أهل غزة قد وفوا وأدوا ما يجب عليهم وأنهم صاروا لا يملكون خيارا آخر غير ما هم فيه. إما النصر وإما الشهادة ! وأما الموقف العربي فهو سبب في معظم المأساة فصمود غزة شغل أمريكا وإسرائيل والغرب وخفف ذلك الضغط على النظام العربي ما جعله أكثر أمنا وقدرة على اتخاذ قرار داعم لغزة والقضية الفلسطينية لو أراد العرب ذلك ولهذا السبب وهو انشغال أمريكا... بحرب غزة فقد استطاعت إيران والمليشيات الموالية لها أن تلعب دورا في إسناد غزة ولم تتضرر كثيرا لأنها رأت أن صمود أهل غزة قد وفر لهم بيئة للمقاومة وشرعية وتعاطفا بنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم إن النظام العربي القائم بلغ الغاية في الإنحطاط والفشل حيث يلتقي مع الصهيونية في ذروة إجرامها وتنكيلها بالمسلمين في غزة وفلسطين في وقت كان من المفترض أن يتخلص فيه من التبعية للهيمنة الأمريكية والصهيونية التي تدخل اليوم بسبب الحرب على غزة أسوأ مراحلها فالدولة الصهيونية تشهد تفككا بنيويا وانقساما بهدد كيانها وهذا بشهادة الصهاينة أنفسهم وأمريكا في عهد ترامب دخلت مرحلة بالغة الخطورة مع وجود التحديات الداخلية والخارجية عجزت فيها عن مواجهة جماعة الحوثي واستعادت أمن الملاحة فضلا عن القضايا الكبرى وحدثت تغيرات في بعض الدول كسوريا والسودان وأمريكا غارقة في مستنقع غزة لم تفرغ منشغلة بتحقيق أهداف نتنياهو وحكومته المتطرفة هذه حقيقة المشهد ما بعد طوفان الأقصى وال 7 من أكتوبر ليس كما قبلها ولا يروم عودة الأمور إلى طبيعتها إلا جاهل مغرور ! استطاع طوفان الأقصى أن يدفع بالعالم نحو تشكل جديد كما قال العربي " تكرهه الملوك " وهو بالفعل أمر غير مرغوب فيه من قبل أرباب الهيمنة العالمية ولكنها السنن لا تقضِ في خدمة الملوك إلا ما سُمِحَ لها به فإذا أُمرِت بالتحول تحولت ولا تبكِ على ذاهب ولا آيب وما بقي من معركة غزة أكبر وأهم مما ذهب وما سُفِكَت الدماء ولا ارتقى آلآف الشهداء لإرضاء سفه نتنياهو وترامب ولكن " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين "
محمد العاقل