في ظل الوضع الكارثي في غزة والجرائم الوحشية والقتل والحصار والتجويع من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل نرى الموقف الأوربي مخادعا فمن ناحية يدعم ما يحدث على الحقيقة ومن ناحية يرسل رسائل طائشة يستنكر فيها ما يحدث وهو إعادة للتاريخ نفسه كما فعلت بريطانيا حتى سلَّمت فلسطين لليهود أما الموقف العربي فهو ضعيف وليس فيه ما يستحق الوقوف عليه وأقل ما يقال فيهم قول عمرو بن معد يكرب في قومه وقد أخرسوا لسانه بجبنهم عن القتال :
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن الرماح أجرَّتِ
وما يستحق الوقوف عنده هو وعي الشارع العربي والإسلامي الذي لم يمت ويجب ألا يموت هذا الوعي تعمل الولايات المتحدة على كسبه واستمالته بطريقة قذرة من خلال ما تقوم به من جرائم بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة فهي تحاول أن توصل له بأن أهل غزة قد أخطأوا وأنهم يحاسبون على فعلهم وأنهم هم الذي جلبوا على أنفسهم الويل ليست إسرائيل ولا الولايات المتحدة سببا فيما حدث وإنما المسؤولية الكاملة تقع على حماس وفصائل المقاومة ولذلك كل تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين تركز على تحميل حماس ما حدث في محاولة منهم لإقناع الجمهور العربي بكراهية أي مناهضة لوجودهم أو هيمنتهم ومن أجل مقاومة ما يسلطه الإعلام الفاجر يجب أن يعرف العرب والمسلمون أنما يقوم به الإعلام الصهيوني والأمريكي هو جريمة لا تقل عن جريمة القتل وأن أهدافها هي قتل روح الجهاد والمقاومة والتحرر ولذلك قامت أمريكا بتوجيه ضربات للحوثين خشية أن تؤثر في الوعي العربي والإسلامي بإمكانية التفكير في مقاومة الهيمنة أو الإضرار بمصالحها وخشية أن تكون فكرة ملهمة تتحول إلى واقع عملي في حال أي تغير يطرأ في المنطقة ولكن التحول ضروري وهو قادم بلا شك وغزة المدمرة المكلومة المعذبة هي الحبلى وفي بطنها كما قال البردوني :
لكنها رغم شح الغيث ما برحت * حبلى وفي بطنها قحطان أو كرب
وقد جمعت جريمة التضليل في الحرب على غزة التي تمارسها أمريكا مع إسرائيل وبعض وسائل الإعلام العربية والدولية الاستهانة بالجريمة والاستخفاف بعقول الجماهير ومحاولة تشتيت أي وعي سلبي في المستقبل تجاه مرتكبي الجربمة الحقيقيين بما قد يضر بمستقبلهم في المنطقة
محمد العاقل