في الحديث الشريف الذي قال فيه النبي محمد ﷺ: *"من كان معافى في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"،* تتجلى معاني عميقة عن القناعة وأهمية النعم الأساسية في حياة الإنسان.
هذا الحديث يُلخص في كلمات قليلة مفهوم السعادة الحقيقية، ويُظهر أن الحياة المثالية ليست في الترف، بل في النعم البسيطة التي نملكها أحياناً دون أن ندرك قيمتها.
أول ما أشار إليه الحديث هو العافية في البدن. الصحة هي من أكبر النعم التي يفتقد قيمتها الكثيرون إلا عند المرض.
الإنسان المُعافى يستطيع أن يعيش يومه بسلام، ويمارس حياته بنشاط، ويستمتع بكل تفاصيل يومه. لذا، العافية أساس لكل شيء، ومن فقدها فقد جزءاً كبيراً من متاع الدنيا فالصحة لا تقدر بثمن.
يشير الحديث أيضاً إلى نعمة الأمن، سواء كان أمن الفرد في بيته، أو أمن المجتمع بشكل أوسع.
الأمان شرط أساسي للاطمئنان النفسي وللتفاعل مع الحياة بشكل طبيعي. فمن يعيش في أمان، يستطيع أن يُخطط لحياته ويُنجز طموحاته بعيداً عن الخوف والاضطراب.
امتلاك قوت اليوم يعني تحقيق الكفاية اليومية دون حاجة أو افتقار. النبي ﷺ يُشير هنا إلى أهمية القناعة والرضا بالنصيب، لأن امتلاك الضرورات الأساسية للحياة يُمكن الإنسان من العيش بسلام وطمأنينة، بعيداً عن الطمع والجشع او حالة الخوف التي تسلب نعمة الاطئنان والهدوء بعيداً عن المنغصات.
الحديث يُبرز فكرة عميقة: أن السعادة الحقيقية ليست في الثروة أو الترف، بل في بساطة الحياة عندما تُحقق الضرورات الأساسية.
من كان معافى، آمناً، ومكتفياً بقوت يومه، فإنه يعيش حالة من الاكتفاء الكامل، وكأنه يمتلك الدنيا بكل ما فيها.
*دروس الحديث الشريف*
حديث النبي محمد ﷺ دعوة للتأمل في النعم البسيطة التي نمتلكها، والاعتراف بقيمتها. *الصحة، الأمان، والكفاية اليومية هي الأساس الذي تقوم عليه سعادة الإنسان.
* في زمن تشتد فيه التحديات وتكثر فيه الضغوط، يُذكرنا هذا الحديث بضرورة شكر النعم، والبحث عن السعادة في القناعة والرضا.*
إنها رسالة دائمة تدعو إلى الامتنان لما نملك بدلاً من التذمر مما نفتقد.