أثار موضوع الدكتور مروان الغفوري "خزنت القات في الرياض" جدلاً واسعًا بين الأوساط السياسية اليمنية والمكونات الحزبية، لما يتضمنه من حقائق واضحة وصريحة عن قيادة الشرعية والتحالف العربي. فقد أصبح الوضع في اليمن أشبه بهلوسة ما بعد القات! لم يقدم الغفوري شيئًا جديدًا بل اكتفى بتسليط الضوء على الجرح المفتوح، إذ إن الشعب اليمني يدرك تمامًا أن قيادات الشرعية لم تفكر يومًا في التحرير أو القضاء على المشروع الإيراني، والتحالف العربي يدرك ذلك جيدًا.
الاعتراف بالفشل من قبل قادة عسكريين ومدنيين، بأن استعادة الدولة ومؤسساتها بات أمرًا مستحيلاً رغم الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للشرعية، أثار سخرية واسعة في الشارع اليمني. فبعد عشرة سنوات من الحرب، يأتي هذا الاعتراف من قادة عسكريين بارزين، ويقتصر الحديث على الفشل في حسم الأزمة اليمنية.
ويبدو أن عامة الشعب اليمني قد فقد الثقة في قادة الشرعية، سواء المدنيين أو العسكريين. كما أن الجهود التي بذلها التحالف العربي في اليمن على مدار عشر سنوات ذهبت هباءً منثورًا. حتى القات الهرري الذي كان يصل إلى الرياض يومًا لم يعد له أي تأثير على الوضع.
"خزنت القات في الرياض" لم يكن مجرد مقال صحفي ساخر؛ بل كان محاولة من الكاتب، مروان الغفوري، لإيصال رسالة إلى قيادة التحالف العربي، حيث أورد من خلاله حقائق عما يجري خلف الكواليس في الرياض، وكيف يتم إدارة الحكومة الشرعية طوال السنوات العشر الماضية.
وخلال حوار قصير بين الغفوري ونائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، بدا اليأس واضحًا من خلال تصريح الجنرال العجوز، الذي أشار إلى أن المليشيا الحوثية أصبحت قوة لا يستهان بها، وأن هلوسة ما بعد القات لم تعد مجدية.
أشار الغفوري بشكل غير مباشر إلى خلاف بين هاشم الأحمر وعزيز بن صغير على رئاسة هيئة الأركان العامة، مما جعل سلطان العرادة يتوقع سقوط مأرب في أي لحظة في أيدي المليشيا الحوثية، وتكرار سيناريو سقوط صنعاء. هذا في حال لم يتم تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية.