آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-03:59م

في الجنوب انهيار الخدمات والوضع المعيشي وانقسامات وتشظي والصبر والكذب وبيع الوهم نفذ

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - الساعة 09:05 م
علي منصور مقراط

بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب



المشهد في المحافظات الجنوبية المحررة بلغ الذروة في معاناة الناس فلم نعد نعاني من تردي الخدمات العامة الضرورية والكهرباء والمياه وارتفاع العملة وغلاء المعيشة .بل وصل إلى حالة من الانهيار المروع والمخيف .دخل الصيف بكل قوة والكهرباء ارتفعت ساعات الانقطاع إلى سبع ساعات في عدن ومؤسسة الكهرباء وجهت انذار عن اقتراب نفاد الديزل والمازوت وقد تنقطع بما لم يتحمله الناس..

الجو حار وحارق العملة لم تعد في ارتفاع وحسب بل على حافة الانهيار يواكبها غلاء المعيشة بارتفاع جنوني لأسعار السلع الغذائية والسواد الاعظم من الشعب في هذه المحافظات يعانون الفقر المدقع والعوز ومن يقترب من الشارع سيجد انتشار المجاعة بصورة مفزعة..

هناك أسر عفيفة في بيوتها عجزت عن شراء الغذاء والدواء لأطفالها والموت يقترب منها. بل الكثير من الأطفال والنساء والمواطنين يموتون من سوء التغذية وعجزهم عن الانتقال حتى إلى ما تبقى من مستشفيات حكومية للعلاج .

هذا الحال المأساوي الكارثي بينما فشلت الحكومة ورئيسها الدكتور أحمد عوض بن مبارك من إنقاذ الشعب وتحريك اي ملف ولو بالحد الأدنى ولا ادري بأي وجه تظهر على الناس في وسائل الإعلام والفضائيات وهي بعيدة عن الواقع وجع الحياة التي بلغت ذروتها والحد الذي لايطاق ولا يحتمل

والى المشهد السياسي في الجنوب فقد وصلنا الى ما كنا نحذر منه من حالة الانقسامات الداخلية التي خلفتها احداث اغسطس 2019م في عدن وأبين والى شبوة وهي بالمعنى الأصح ليس صراعات .بل قتال دامي جنوبي ..جنوبي ..قلنا كلمتنا والى الامس الغريب بسرعة معالجة آثارها في محافظة أبين وشبوة وجبر الضرر وكنا نسمي الاشياء بمسمياتها وان يمسك زمام المبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي الطرف المنتصر والمسيطر بقوة السلاح والحديد والنار والدخول في حوار حر مستقل مع الأطراف السياسية الأخرى التي اقصيت ونفيت إلى خارج البلاد.. حوار حقيقي لايخضع للوصاية والاملاءات وإيجاد مرجعية وطنية يتم اختيارها ويحتكم لها الجميع في حالة اي خلافات . وبذلك قطعت طريق على الآخرين من الاختراق كنا ننادي بتجديد التصالح والتسامح بين الفرقاء..لكن للاسف كان يتصدى لنا المتطرفين والانتهازيين في سلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي وماكنة إعلامهم الفاشل مع ذبابهم الالكتروني بعقلية المنتصر الاعمى المستفيد من بقاء الوضع هكذا...وكانت ردودهم خطيرة ومخيفة وهم يصفونا بالخونة والعملاء وأننا نعمل ضد الجنوب بينما نحن ندعوا إلى إعادة وحدة الشعب الجنوبي كونها القوة التي يحترمها المجتمع الدولي والإقليمي ونستطيع فرض قضيتنا والاعتراف بنا لاستعادة الدولة السابقة التي خطفت في 22مايو 1990م

فمرت ست سنوات ونيف وضاعت الفرص المتاحة واهدرنا الوقت ولم يأتي المجلس الانتقالي بمشروع كبير يجمع ولا يفرق.. بل اختزل الأمر بالاكتفاء بتنفيذ ما في رؤوس مجموعة منتفعة ودخل زاوية ضيقة بالسلطة المناطقية وحالة التجريف العنيف من الوظائف والاقصاء للكوادر من العاصمة عدن وان تبقى بعض النفر مجرد سلطتهم شكلية خاضعة لمزاج المسيطر .. هذا النموذج خلق حالة احتقان وشعور بالغبن داخل النسيج الاجتماعي في بقية المحافظات وكانت النتيجة ما تشهده اهم محافظات الجنوب الاستراتيجية حضرموت التي ظهرت للعلن وألحال موجود في بقية المحافظات في أبين وشبوة والمهرة وعدن وحتى سقطرى . لكن هناك من يكابر وحاول يغطي عين الشمس بغربال أو منخل . في الجنوب تقسيم المقسم فقد تبخرت الاحلام والطوحات المشهد الراهن في الجنوب يمضي إلى التشظي والتمزق في الوقت الذي يتحفنا آخرين بالنفاق والزيف والمغالطات رافعين لوحدهم شعارات الوهم وإعلام الجنوب من أجل الاستمرار في بقاء الوضع لصالحهم في بناء أنفسهم ..

الخلاصة اقولها بالمفتوح صراحة أنه بالإمكان والنصيحة لقيادة الانتقالي بالتحرك السلمي العقلاني والتنازل في حوار إخوانهم في حضرموت وأبين وشبوة والمهرة وعدن ويدعون إلى حوار ليس من حواراتهم السابقة مع أنفسهم بل يطرحون ذلك على حلفائم في الخارج بالمازق الحالي وتلافي الأوضاع ويكفي دعوة البحسني وتاييد بن بريك وهما نواب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بإشهار كيان سياسي حامل في حضرموت هي تعبير واضح لايقبل المزايدة والجدل والاجتهاد أن الانتقالي فشل فشلا ذريعا ووصل إلى نفق مسدود ..أوجه كلامي العقلاء في الانتقالي الذين يقرون بالفشل ويسمعون الصوت الوطني الآخر وليس إلى المجانين وابواق النفاق والكذب والتطبيل التي ترفع شعار من ليس معنا ليس منا ..

حتى نلتقي سلااااااااااام