آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:11م

عناوين لم تُكتب. ،!

الخميس - 17 أبريل 2025 - الساعة 02:02 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


تمرالسنين بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها ويترقب الإنسان على مستوى حياته الشخصية الخاصة والحياة العامة وعلى مستوى أحداث تمر بالوطن أن تكتب عناوين بعد أن تتفاقم الأحداث وتحبك عقدها ليقرأ ولو من ذاكرته في يوم كذا حصل كذا ؛ لكن أحداث حبكت عقدها ولم تفك ولم تصل إلى مرحلة الحل بل يزداد تعقيدها مع مرور الوقت لتبقى عناوين غير مكتوبة إلا في المخيلة الفردية أو الإجتماعية.

فبعد أن أشتدت الخانقة على محافظات الجنوب بالوحدة الناقصة وتفاقمت الأحداث وتوضحت الرؤى بعدم تحقيق الوحدة بين الجنوب والشمال لطموحات الجنوبيين وعامة الشماليين ولاح في الأفق أن يكتب العنوان التالي .. تم انفصال المحافظات الجنوبية وعودة جمهورية اليمن الديمقراطي إلى وجود الحياة السياسية بقيادات جنوبية ثورية واعية خالصة الوطنية لا ولاء لها بعد الولاء لله إلا للوطن لم يكتب ذلك العنوان بل كتب عنوان جديد في مدونة الوحدة المشؤومة إعلان حرب شعواء أعلنتها القيادات الشمالية التي ابرمت الوحدة متحالفة مع قوى شمالية أخرى باتت طامعة للمشاركة في تقاسم ثروات الجنوب بتحالف وتواطؤ بعض عناصر من أبناء الجنوب باعوا نفوسهم رخيصة للريال والمنصب الذي سعوا لاعتلائه على حساب الوطن.

وبذلك لم يرى عنوان الإستقلال النور ولم يدون على صفحة من صفحات التاريخ لتسجل عناوين غير مرغوبة وغير متوقعة تحول الوحدة المبثورة إلى احتلال وسيطرة نفوذ وتقاسم علني للثروة والسلطة على الجنوب.

وفي تلك الحرب الجائرة التي شنتها القوى الإستعمارية الشمالية سقط كثير من أبناء الجنوب من القوات المسلحة الجنوبية والمتطوعيين شهداء لكن مثل هذا العنوان لم يكتب وطمست اسماؤهم تحت مسمى كتم الحقائق انفصالين وأصبحت التهمة الجاهزة لكل من يناهض الأحتلال الشمالي بالفعل او القول.

وظل عنوان استعادة الجنوب عنوان غير مكتوب إلا في ضمير الجنوبيين حتى الأنقلاب على الدولة الشمالية من قبل جماعات شمالية وسقوطها واعتلاء الحوثيين السلطة في صنعاء فكان عنوان استقلال الجنوب هو العنوان البارز الذي لابد ان يكتب إذ لم يعد مبرر استمرار الوحدة مع الشمال امر قائم بسقوط الدولة التي ابرم معها الاتحاد وهذا ما ادركه الحوثيون فقاموا بحرب الأجتياح لفرض وحدة قسرية واخضاع الجنوب بالقوة فكانت هبة الجنوبيبن في اسقاط وردع اجتياح الشمال الحوثي وجاءت النجدة من الجوار في الاقليم ولاح من جديد عنوان التحرير واستعادة الجنوب كدولة مرسومة على خارطة اطلس الجغرافية والسياسية لكن لم يكتب ذلك العنوان وكتبت عناوين غير متوقعة تحول التبعية من تبعية للشمال إلى تبعية لدول الاقليم التي غلفت وجودها بالنجدة والدعم إذ بالجنوب يسقط تحت تبعية جديدة وتتشرذم القوى الجنوبية مابين تابعة للسعودية او الامارات وبعض دول الاقليم كقطر تحت مسميات جديدة وخلق كيانات وليدة ابعدت كتابة عنوان قيام الدولة تحت مسمى انتقالي وتم أعادة هيكلة السيطرة الشمالية بمسميات الشرعية ثم المجلس الانتقالي تم خلق كيانات تزيد من ابعاد كتابة العنوان الذي تردد في ضمير الجنوبيين استعادة دولتهم بخلق مجالس وهيئات حتى لاح في الافق عناوين لتشرذم المحافظات الجنوبية تحت مسميات مجلس حلف حضرموت ومجلس مشائخ عدن وووو

وتداخل عمل السلطات مع تلك الكيانات المختلقة وانتشرت العبثية في كل مجالات الحياة المختلفة وكتبت عناوين مشؤومة من استمرار التمزق والتشرذم والتفكك والتبعية واستمرار الانهيار إذ كان العنوان المتوقع بعد تحرير الجنوب من اجتياح الشمال الحوثي انسحاب الأشقاء في السعودية والإمارات مشكورين على ان تبقى علاقات حسن الجوار النابعة من القومية والدين والعروبة لكن تحول ذلك العون إلى استنزاف للحمة الجنوب والاستمرار في تمزيقه وابقائه تحت الوصايا والتبعية.

فلم يكتب العنوان قيام دولة اليمن بتحرير المحافظات الجنوبية وردع الاحتلال الشمالي على صفحة من صفحات التاريخ وإنما كتبت عناوين أخرى ليتها لم تكتب تمزق وتبعية وتدهور

فهناك الكثير من العناوين سعى ابناء الجنوب لكتابتها لكنها لم تكتب لسبب من الأسباب وانما هي محفورة في وجدانهم ولابد يوم أن تكتب بحروف من نور طال الزمن او قصر..

عصام مريسي