آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص

صرخة وعي- كن عبقريًا أو نابغة... ولا تكن ذَنَبًا للباطل

السبت - 19 أبريل 2025 - الساعة 02:15 م
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب



((ضمن سلسلة مقالات: صرخة وعي: قراءة في استراتيجية التحفيز))



يا أبناء هذا الوطن الجريح... يا أحرار اليمن في كل جبهة وميدان وفكرة، في زمن اشتدت فيه ظلمة الاستبداد، وفي لحظة اختُطِف فيها الوطن لحساب مشروع سلالي عنصري متخلف، وخطر تمزيق الوطن، نحن اليوم لسنا بحاجة إلى أتباع يصطفّون خلف الأوهام، بل إلى عباقرة يشقّون الدروب، ونوابغ يسبقون ركب التحرير، ويحملون مشاعل النور حيث طغت ظلمات الكهنوت والرجعية.


في معركتنا مع الانقلاب الحوثي، لسنا في نزهة، ولسنا أمام عدو تقليدي. نحن أمام منظومة تقتات على الجهل، وتُقدّس السلالة، وتزيف الدين، وتقتل الإنسان من داخله. ولذا، فإن أول أسلحتنا ليست البندقية وحدها، بل العقل الحر، والروح المتوثبة، والفكر الذي لا ينحني.


كن عبقريًا... اصنع وعيك، ولا تنتظر أحدًا يمنحك الإذن لتفكر أو تختار. كن من يبادر، لا من ينتظر التوجيه. كن من يخلق المعنى، لا من يكرّر الشعارات. لأن العبقري، هو الذي يرى اليمن الجديد وهو بعدُ جنينٌ في رحم الألم، فيرعاه بالفكرة، ويحضنه بالإرادة، ويشق له الطريق بين الأنقاض.


وإن لم تكن عبقريًا، فكن نابغة... خذ موضعك في الصف الأول من المسار الصحيح. امضِ في الطريق الواضح، لكن بخطى تسبق الركب، بوعي يقرأ المستقبل، وبهمة لا تستسلم لبطء الحالمين ولا لخذلان المثبطين.


لكن، إياك ثم إياك أن تكون ذنبًا... لا تكن تابعًا للباطل، حتى وإن لفّ نفسه بشعارات الدين أو صرخات الموت. لا تكن ذنبًا للذل، تلوك ما يقوله الكهنة والرجعيون وتصفق للجلادين. الذيل لا يختار، لا يقرر، لا يترك أثرًا. وهو أول ما يُبتر حين يستعيد الجسد وعيه.


يا أبناء اليمن... حان وقت أن نقول لأنفسنا قبل غيرنا: لسنا قطيعًا يُقاد، بل أمة أراد الله لها أن تكون شاهدة، راشدة، مقاومة. فلتكن كل فكرة حرة طلقة، وكل موقف شجاع قذيفة، وكل وعي مستنير راية.


انهض... وكن عبقريًا يُبدع طريق النصر، أو نابغة يُسرّع خطاه نحوه، ولا تكن ذنبًا يُقاد في قافلة الطغيان.


هذه معركتنا جميعًا، ومن لم يكن فيها قائدًا أو سابقًا، فلا أقل من أن يكون فيها حرًا واعيًا، لا عبدًا تابعًا.

—-----

دمت بخير ايها الأحرار.

السبت ١٩ ابريل ٢٠٢٥م