آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص

مدارس النورس الأهلية بعدن تصنع المجد العلمي العربي وتُسطّر ملحمة تفوّق في الذكاء الاصطناعي

الأحد - 20 أبريل 2025 - الساعة 03:30 م
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


في وقتٍ يتطلع فيه اليمنيون إلى منارات أمل تضيء دروب المستقبل، وتؤكد أن العقل اليمني لا يزال قادرًا على الإبداع والتفوق، تأتي مدارس النورس الأهلية بمحافظة عدن لتمنح اليمن — بل والأمة بأسرها — درسًا عمليًا في صناعة المجد، وبناء الإنسان، وتكريس ثقافة التميّز.

تشرق من عدن — تلك المدينة التي عرفت النور عنوانًا لاسمها — شمس جديدة، تحمل في وهجها بصمات الإبداع، ووهج الذكاء، وتوق الإنسان اليمني للعطاء. إنها مدارس النورس الأهلية، منارة علم وإرادة، استطاعت أن تجعل من التفوق عادة، ومن التميز طريقًا، ومن الروبوت والذكاء الاصطناعي مجالًا لإثبات أن اليمن، رغم الجراح، ما زال وطنًا ولّادًا للعقول، صانعًا للأمل.

لقد شاركت مدارس النورس في المسابقة العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي بوفد مكوّن من سبعة طلاب ومدرب ومشرف. وبرغم محدودية العدد والإمكانات، كانت النتيجة غير مسبوقة في تاريخ هذه المسابقات على مستوى الوطن العربي:


المركز الأول – بطل العرب في فئة السومو (مبتدئ)


المركز الأول – بطل العرب في فئة السومو (متقدم)


المركز الثالث في فئة جمع الكرات


جائزة الحكام في مسابقة تتبّع الخط



هذه النتائج لم تتحقق لأي دولة عربية مشاركة، لا من حيث عدد الجوائز ولا تنوعها، ولا من حيث التفوق المتكرر، حيث تعدّ هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تحصد فيها مدارس النورس ألقاب "بطل العرب"، ما يجعلها نموذجًا تربويًا فريدًا في احتضان الموهبة ورعاية الابتكار.


هذا الإنجاز لا يعكس مجرد فوز في مسابقة، بل يمثل مشروعًا وطنيًا متكاملًا لإعداد جيل علمي معرفي، تسنده رؤية تربوية عميقة، تقودها إدارة مبدعة ممثلة بالأستاذ عبد الرحمن الشاعر، رئيس مجلس الإدارة، وتترجمها فرق عمل متخصصة تهتم بأكثر من ألف طالب موهوب ضمن أكثر من 30 جماعة علمية وإبداعية، في مختلف المجالات.


ومن هنا، فإن هذا الإنجاز يدفعنا لإطلاق دعوة صادقة، ونداء مستحق إلى كافة الجهات الرسمية والحكومية، وإلى القطاع الخاص، وبيوت المال والأعمال، والمنظمات الداعمة للتعليم والابتكار:

إن دعم هذه العقول الواعدة، وهذه المحاضن العلمية الرائدة، لم يعد ترفًا ولا خيارًا، بل هو واجب وطني واستثماري وأخلاقي. فكما يُكرّم أبطال الرياضة وتُفتح لهم أبواب التكريم والرعاية، فإن أبطال الذكاء والعلم أَولى بالرعاية والاهتمام، وقد آن الأوان لإنصافهم، بدءًا من تكريم رسمي وإعلامي لائق، وانتهاءً بتقديم أدوات عملية تسهم في تطوير مسيرتهم، مثل منحهم أجهزة حاسوب حديثة تواكب تخصصاتهم الجامعية وتدعم مشاريعهم المستقبلية.


إن مثل هذه النماذج ليست فقط مشروعة في التكريم، بل تستحق أن تتحول إلى قدوات وطنية حقيقية، تزرع الثقة في نفوس الأجيال، وترسّخ أن اليمن قادر، وأن شبابه ليسوا عبئًا، بل ثروة حقيقية حين يُمنحون الفرصة، وتُرفع عنهم الحواجز.


إن مدارس النورس الأهلية لا تكتب قصة نجاح مؤسسي فحسب، بل تؤسس لنهج علمي تربوي وطني، يُثبت أن بناء الإنسان هو الاستثمار الأعلى قيمة، والأكثر أثرًا، وأن في اليمن عقولًا إذا ما أُحسن احتضانها، ستفتح للوطن أبوابًا لا حدود لها من الإبداع والتقدم.


فلنكرّم العقول كما نكرّم الأبطال،

ولننهض بالتعليم كما ننهض بالسياسة والاقتصاد،

ولنمنح الوطن مستقبله من خلال شبابه.

---

وتقبلوا خالص مودتي / عبدالعزيز الحمزة

السبت ١٩ ابريل