آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-08:09م

من نجاح إلى نجاح: رحلة رئيس اتحاد جمعيات عدن السكنية

الإثنين - 21 أبريل 2025 - الساعة 02:26 م
علاء العبدلي

بقلم: علاء العبدلي
- ارشيف الكاتب


أخوض أنا وحروفي حربًا في التعبير. أنا أرتبها وهي تهرب خوفًا واستحياءً من العجز والنقصان. ولسان حالها يقول: "لا تجبرني على مثل هذه الشخصيات، فأنا أخاف أن يراودني العجز والنقصان". لكن أبحث في كتب التاريخ، وأطلع في كهوف الثوار، لعلك تجد اقتباسًا يفي ويعطي مفردات تُفي بإنجازات ما تقدمه هذه الشخصية.


ففي ظل الإمكانيات الشحيحة وتحت موارد محدودة، وفي عوالم تختلف فيها الأصوات وتتنوع الخطوات، تظهر شخصيات تسطر بأحرف من نور قصص كفاح وإصرار، تجسد الأمل في مواطن اليأس. يُعتبر جبل ردفان، الذي انخرط في الحرب والنضال، رمزًا للثوار والشجعان، وهو شخصية تتجاوز الحدود الإنسانية اليومية لتدخل ضمن دائرة الأبطال.


في وقتٍ صمت فيه الكثير، وخصوصًا في ظل الاحتلال اليمني، وقف جبل ردفان شامخًا، يرافقه رفيقه في الكفاح ابن عمه الشهيد وضاح البدوي. لم يقفوا صامتين وسط هذا الظلم، بل قرروا أن يتحدثوا بلغة السلاح، تلك اللغة التي تفهمها القوى الظالمة. كان صوت سلاحهم يُطلق صرخات الفخر والعزيمة، وشهد لهم حتى أعداؤهم بشجاعتهم.


الحقيقة أن جبل ردفان ليس مجرد فرد في سلك الرجال الثوار، بل هو جبل من الكبرياء والشموخ، يمثل تاريخًا من النضال مستلهمًا من تراث أجداده وثوار الماضي. وبالرغم من التحديات العديدة التي واجهها، إلا أن أمانته وعزيمته جعلته يتصدر في مجالات متعددة بعد استتباب الأمور.


عُيّن جبل ردفان رئيس اتحاد جمعيات عدن السكنية، وهي خطوة تأكيدية على أهمية هذا الإنسان الذي وهب نفسه لخدمة مجتمعه. انطلق بمبادراته المباركة في تحقيق إنجازات واسعة النطاق، مدعومًا بثقة الدولة فيه، حيث لم يُخيّب آمالهم أبدًا. ورغم الشائعات والعقبات التي كانت تحاول إحباط جهوده، ظل صامدًا كالجبل، يتكون من صخرٍ متين لا يلين.


وفي إطار إنساني نبيل، لم ينسَ جبل ردفان ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تفاعل معهم بفاعلية، مقدماً الدعْم والمساعدة لمن يحتاج. كان قلبه مفتوحًا للجميع، ولم يميّز بين أحد، حيث أعطى بلا حدود، ساعيًا لتغيير حياتهم للأفضل. ويكفي أن نرى كيف أن عطاءه امتد ليشمل أكثر الجمعيات فقرًا، مما يدل على روح التسامح والعطاء التي يتحلى بها.


لقد كان لجبل أيضًا دور محوري في مواجهة قوى الفساد التي استبيحت أراضي الوطن وأُغتُصبت. واستطاع بفضل عزيمته وإرادته القوية استعادة مئات الفدانات من الأراضي المنهوبة، ليعيد الأمل إلى نفوس أولئك الذين ظنوا أن الحق ضاع في دهاليز الفساد.


واليوم، وبعد فترة من العمل الجاد والاستمرار في القضية، جاء الوقت ليبزغ فجر جديد مع تدشين صرف أراضٍ سكنية لأكثر من 30 جمعية، تضم مئات الوحدات السكنية. إن هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز إسكاني، بل تمثل بداية جديدة وذخرًا للمجتمع بأسره، حيث يلمس الجميع تأثير رئيس اتحاد جمعيات عدن السكنية جبل ردفان بشكل إيجابي في حياتهم.


فهو يمثل الأمل، والشجاعة، والعدالة. وقصته ليست فقط تجربة فردية، بل هي تجسيد لهجمة إنسانية من أجل حقوق الناس. بين سطور بطولته، تنبض القلوب بعزيمة لا تلين، وحب للوطن لا يزال يتجلى في كل عمل يقوم به.


في ختام هذا المشهد، يبقى جبل ردفان رمزًا للعزة والكرامة، قائدًا في الأوقات العصيبة، وإلهامًا لكل من يسعى للنضال من أجل حقوق الإنسان والعدالة. إن صموده وثباته هو الدافع لكل من يبحث عن الأمل في مستقبل أفضل، ومستقبل لا يزال يبشر بعطاء جديد وإصرار أبدي.