آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:43م

إلى ولاة الأمر

الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - الساعة 10:26 ص
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب



أما بعد:


هل أنتم راضون عن حالة الانهيار الكارثي للعملة المحلية التي تشهد أسوأ انهيار في تاريخ البلاد منذ أن تقلدتم زمام الأمر؟ لا بارك الله في مناصبكم.


أين ضمائركم وهويتكم وإنسانيتكم وآدميتكم؟ ألا تحترق دماؤكم؟ ألا تثور حميّتكم؟ ألا تتحرك دواخلكم؟ ألا تتوجع قلوبكم؟


هل دمكم دم؟ وهل بداخلكم شيء من الآدمية والضمائر الحية، أم أنها تحنطت وماتت؟


ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تعتلون الكراسي، وتتقلدون المناصب، ولم تستطيعوا تحريك ساكن، أو إيقاف انهيار العملة، أو وضع معالجات عاجلة للاقتصاد الذي يلفظ أنفاسه ويُنازع سكرات الموت؟


ألا تخافون الله فيمن ولاّكم الله عليهم، فخنتم الأمانة، وغشيتم الرعية، وتركتم حبل اللامبالاة على غارب الهلاك والضياع، فبات الشعب قاب قوسين أو أدنى من الموت جوعًا؟


أليس فيكم ذرة دم واحدة تجعلكم تنتفضون حرقة ووجعًا وألمًا وأنتم أمام شاشات التلفزة، وفي المباني السامقة، وعلى الموائد العامرة، حينما تسمعون أو تشاهدون تهاوي الريال وتدهور العملة ودمار الاقتصاد؟


بربكم، ألا تخجلون حينما يُقصف الشمال من أقصاه إلى أقصاه، والعملة فيه ثابتة ولم تتحرك، بينما الارتفاع والانهيار والدمار يحدث في محافظتكم "المحررة" كما تدّعون كل ثانية؟


لا أظن أن لكم في الآدمية والإنسانية، وحتى الوطنية، شيئًا. وإلا، فكيف تهنؤون بمناصبكم ولذائذ عيشكم، وطيب مرقدكم ومشربكم؟


كان الأجدر بكم أن تنسلخوا من مناصبكم وتستقيلوا منها، فما فائدة بقائكم طالما وأنتم كأعجاز نخل خاوية لا فائدة منها...