يمثل الشعب اليمني نموذجًا يعكس التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجه المجتمعات في فترات التحول.
فالحزبية والمناطقية لعبتا دورًا كبيرًا في تفتيت النسيج الوطني، دون أن يكون هناك فهم حقيقي لمعنى التعددية أو أهداف الديمقراطية.
هذا الواقع يدفع للتساؤل حول مدى جاهزية اليمن لتطبيق أنظمة الأحزاب والديمقراطية في ظل الوضع الحالي.
*فهم مغلوط للحزبية والديمقراطية*
شهد اليمن تجارب حزبية وديمقراطية في العقود الماضية، إلا أن المفاهيم الأساسية لهذه الأنظمة لم تُترجم على أرض الواقع بشكل يعكس تطلعات الشعب.
- *الحزبية:* بدلاً من أن تكون وسيلة للتعبير السياسي والتنافس البناء ، وتقديم برامج تحمل تطلعات المجتمع أصبحت أداة للتقسيم والمناطقية والفكرية.
- *الديمقراطية:* فُهمت في اليمن بشكل عكسي، حيث تحولت إلى صراع على المصالح الشخصية والجماعية، بدلًا من أن تكون وسيلة لإشراك الشعب في اتخاذ القرارات الوطنية.
هذا الفهم المغلوط أدى إلى تأخر اليمن في تحقيق أهدافها التنموية والسياسية، وخلق فجوة بين الشعب والمفهوم الحقيقي للديمقراطية.
في ظل التحديات التي تواجه اليمن، تظهر الحاجة إلى حكم عسكري مؤقت كحل لتأسيس دولة قوية قائمة على *النظام والقانون* .
الحكم العسكري، إن كان مؤقتًا ومنضبطًا، يمكن أن يعيد هيكلة الدولة ومؤسساتها، ويضع الأسس لنظام ديمقراطي فعّال مستقبلاً. ولكن هذا يتطلب:
1. *إرساء قواعد النظام والقانون:* لضمان العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.
2. *تعزيز وعي الشعب:* من خلال التعليم والبرامج الوطنية التي ترسّخ معنى التعددية والديمقراطية بشكل صحيح.
*مستقبل اليمن: التعددية من خلال الوعي*
حين تصبح الدولة مستقرة ومؤسساتها قوية، يمكن النظر إلى تجربة الأحزاب بشكل أكثر نضوجًا، على غرار العديد من الدول التي تعتمد نظام حزبين سياسيين لضمان كفاءة الأداء الديمقراطي.
التعددية لا تأتي بمجرد تطبيق أنظمة سياسية، بل تتطلب شعبًا واعيًا يفهم دوره في بناء الدولة والمساهمة في صنع القرار..فالوعي هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل اليمن من خلال التعددية السياسية.
*البناء يبدأ بالاستقرار*
الشعب اليمني يحتاج إلى فترة من *الاستقرار* تُعيد بناء مؤسساته وتعزز مفهوم المواطنة بعيدًا عن الحزبية المتعصبة والمناطقية العقيمة.
الديمقراطية ليست خيارًا مستحيلًا، لكنها تحتاج إلى قواعد متينة وشعب واعٍ.
إن تحقيق دولة قائمة على النظام والقانون هو الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل أفضل.
*اليمن يستحق نظامًا يُعيد إليه الأمل، ويضع أسسًا جديدة للتعددية والديمقراطية الحقيقية.