زمن الوحوش إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب

نحن في زمن انقلبت فيه الموازين فلم يعد للحلماء مكان ولا للطيبين ملجأ عالم تحكمه الأنياب ويُقاد بالقوة لا بالحق فيه الضعيف يُسحق والصادق يُغدر ومن يمد يده للسلام يجدها مقطوعة قبل أن تصل.

في وضعنا الحالي لم تعد القوة تعني الشرف ولا الحكمة بل أصبحت مرادفة للبطش والخديعة أصبح من يده أطول هو من يفرض القانون ومن يمتلك المال هو من يصنع الحقيقة، ومن يجيد المراوغة هو من يُحسب له ألف حساب وأما أصحاب القلوب البيضاء فلا نصيب لهم إلا الفناء كغزالٍ تائه وسط قطيع من الذئاب.

صرنا في زمنٍ إن كنت فيه ضعيفاً فأنت متهم وإن كنت طيباً فأنت مغفل وإن تمسكت بمبادئك فأنت متخلف صرنا نعيش بين بشرٍ بوجوه آدمية لكن بقلوبٍ شبه وحوش لا يعرفون إلا لغة المصلحة ولا يعترفون إلا بمنطق الغلبة، حتى صرنا نشهد المثل القائل "القوي يأكل الضعيف" يتحقق في كل زاوية من زوايا حياتنا.

هل نحن مجبرون على أن نصبح ذئاباً السؤال هنا..؟

هل يجب أن نكون مثلهم حتى نحمي أنفسنا هل يجب أن نتحول إلى وحوش حتى لا نُؤكل، ربما لكن الفرق بين الإنسان والذئب هو العقل والفرق بين القوي والجبار هو العدل ليست القوة في الظلم ولا في الغدر بل في القدرة على الصمود دون أن تفقد إنسانيتك في أن تكون قوياً دون أن تبيع روحك وأن تمتلك سلاح الذئب دون أن تفقد شرف الإنسان.

في زمن الوحوش إما أن تكون ذئباً بحكمة أو فريسة بكرامة لكن لا تكن وحشاً بلا عقل فتلك ليست نجاة بل سقوط في قاع بلا قاع

حكيم جهاد