آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-09:37ص

الأزمة اليمنية.. نهاية الحوثي وبداية صراع جديد

الأربعاء - 23 أبريل 2025 - الساعة 11:18 م
نايل عارف العمادي

بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب



قبل انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة اليمنية، كان السلاح شبه محصور لدى الجيش اليمني، وكانت التركيبة القبلية هي المسيطرة على النظام، والعرف القبلي كان بمثابة الدستور. لكن بعد الانقلاب، تحول هذا السلاح إلى أيدي جماعات مسلحة، وكل جماعة مسلحة لها رأي سياسي مستقل عن الجماعة الأخرى، ولها دعمًا ماليًا وعسكريًا من قبل دول إقليمية لها أطماع سياسية واقتصادية في البلاد.


ما يعني هذا أننا أمام أزمة حقيقية واقتتال طويل الأمد وما أخشاه أن يكون هذا الاقتتال مدعومًا من قبل دول الخليج العربي أما بخصوص المشروع الإيراني في اليمن، فهو في نهايته، والمسألة مسألة وقت فقط.


لكن ماذا بعد نهاية المليشيا الحوثية؟ هنا تبدأ المعضلة الحقيقية للأزمة اليمنية والاعداء الذي وحدتهم المليشيا الحوثية سوف يعود إلى عداوتهم وتصفية حساباتهم التي لم تكتمل وصراع السلطة بين الأحزاب السياسية سيطفو على السطح من جديد، والقضية الجنوبية ستكون هي الحدث الأبرز في الملف اليمني.


وهذا يعني أن الأسوأ هو ما ينتظره الشعب اليمني، وأن التشكيلات المسلحة التي كانت تقاتل الحوثيين ستوجه السلاح إلى بعضها البعض، أما تحت الغطاء السياسي أو الغطاء العقائدي والسبب في ذلك يعود لعدم وجود رؤية واضحة لشكل الدولة اليمنية حتى الآن، خاصة مع رفض فكرة الأقاليم من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد القوة الأكثر تنظيمًا على الصعيد المحلي.


والازمة اليمنية جزء منها يكمن في المليشيا الحوثية، وجزء هو ما تركه النظام الحاكم، والجزء الأكبر هو ما صنعه التحالف العربي، بتهاونه في حل الأزمة اليمنية وترحيلها عامًا بعد عام وكل عام هناك ظهور لحزب سياسي وقبلي مدعوم من قبل دول إقليمية يدعي أحقيته في حكم جزء معين من الأرض اليمنية.


فنهاية المليشيا الحوثية هو بداية لصراع جديد ربما يكون أكثر فتكًا وعلى الجميع أن يدركوا حجم التحديات التي تواجه اليمن وأن يعملوا على إيجاد حلول حقيقية وجذرية للأزمة اليمنية قبل القضاء على المليشيا الحوثية والمشروع الإيراني.