آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:41م

الدولار = 2514﷼ قعيطي

الخميس - 24 أبريل 2025 - الساعة 07:57 م
محمد عبدالله الحسني.

بقلم: محمد عبدالله الحسني.
- ارشيف الكاتب


رقم صادم، مفزع، لا يقرأ في نشرات الاقتصاد فقط، بل يقرأ في وجوه الأطفال الجائعين، وفي ملامح العائلات المنهكة التي تودع كل يوم كرامة جديدة.

رقم لا يحرك ساكنًا في قلوب قادة هذا البلد، ولا يهز شعرة من شعيرات ناهبي العملة الصعبة، المتكئين على أرصدة الخارج، الرخيصين في ارتزاقهم، الأغنياء بمعاناة شعبهم.


هذا الرقم المخيف يمحو كل الشعارات التي صرخت بها الأحزاب والقوى السياسية على مدى سنوات.

يمزق كل اللافتات التي خدعت بها الناس، ويعري حقيقتهم: أنهم لا يرون في هذا الشعب إلا سلماً يصعدون به، ثم يركلونه حين يصلون إلى حيث أرادوا.


2514 للدولار الواحد هو ليس فقط انهياراً اقتصادياً، بل انهياراً أخلاقياً، سياسياً، وإنسانياً.

إنه فضيحة كاملة تعلن أن هذا الوطن ينهب كل يوم تحت مظلة شعارات زائفة وقيادات عديمة الضمير.


ما من تفسير لهذا الواقع سوى شعار واحد حقيقي:

“يموت الشعب… ليعيش القادة.”

نعم، يموت الشعب جوعًا، قهرًا، تشردًا، فيما تعيش ثلة متخمة، تتقلب على حساباته في البنوك وتستحم بدولارات الدعم الخارجي، وتنام في فنادق الخارج، بينما أهل البلد لا يجدون سقفاً ولا خبزاً.


يموت الموظف كل يوم وهو يرى راتبه يتآكل،

تموت الأرملة وهي تنتظر الإغاثة التي نهبت،

يموت الشاب وهو يرى أحلامه تسحق تحت عجلات الطمع والمناصب والصفقات.


إنه وطن يباع بالجملة، ويدار كمتجر خاص،

والمصيبة أن من يديره لا يشعر، ولا يخجل، ولا يتوقف.


محمد عبدالله الحسني.