عندما بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم في قومه لقي من قومه الكفر والصدود والمحاربة بكل ما يمتلكونه من الوسائل ولم يكن في موقفهم غرابة حيث لم يُسبَق أن بُعِث فيهم نبي قبله لكن العجب كل العجب في موقف أهل الكتاب والنبوات الذين بدلا من الوقوف في صف النبوة والكتاب والتوحيد وقفوا مع أهل الشرك والوثنية خوفا على ذهاب سلطتهم الدينية وما جرته إليهم من منافع دنيوية ، حتى في الوقت الذي شكـّت فيه قريش من صواب موقفها. من محمد صلى الله عليه وسلم ورأت بأن لا تمضي في حربه حتى تسال جاءت شهادة اليهود مخيبة للآمال فشهدوا بأن دين العرب المشركين خير من دين محمد الصادق الامين فسجل الله هذه الشهادة وسَيُسئَلون عنها ؟! ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلا )
وعلى سنن أهل الكتاب يسير بعض المسلمين اليوم فتراهم يقيمون تحالفات ويجددون علاقات وشراكات مع كل ملل الكفر والضلال والإلحاد مع أمريكا وأوربا النصرانية وإسرائيل اليهودية وروسيا الالحادية مع الهند البوذية أو الصين الشيوعية ، يقيمون معهم تحالفات استراتيجية وثيقة لمحاربة المسلمين وقتلهم وحصارهم والتضييق عليهم والمظاهرة عليهم واستخدام كل وسيلة تضر بالمسلمين وتخدم أعداءهم ولا تجدهم متحرجين ولا متوقفين أو سائلين عن حكم الله في واحدة من هذه القضايا ، ومع أن هذه الأعمال معلومة حرمتها ومخالفتها لما في الكتاب والسنة ولإجماع المسلمين على حرمة معاونة الكفرة على محاربة المسلمين ولو بالكلمة فكيف بما هو أعظم منها !! إلا أن جماعات إسلامية ترى نفسها وارثة الكتاب والنبوة والوحيدة التي يحق لها ولعلمائها ودعاتها التكلم باسم الإسلام تشرع لهذه الأعمال ولا تتسامح مع الجماعات الإسلامية ولا مع من يقف في وجه هذه التحالفات الظالمة الآثمة مذكرة بنفس موقف اليهود من الإسلام وشهادتهم على المسلمين بالضلال وللمشركين بالهداية متناسين كذلك بأنها شهادة سَيُسئَلون عنها يوم القيامة وأن كل قطرة دم مسلمة أو نفس تزهق أو تحبس أو تجوع أوطفل ييتم أو امراءة ترمل أو فاجعة تحل بشخص أوببيت أهله مسلمون أوشعب مسلم سَيُسئَلون عن كل ذلك !! وأن حسابات اليوم ستنقلب غدا وأنه سيبدو لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون
محمد العاقل