كانت عدن لنا حلما نتمنى زيارتها ، نظرا لجمالها الساحر ، وتاريخها العريق ، ولعشقها العميق في قلوبنا ، ولم نتوقع يوما أن نصبح من سكانها ، خاصة وهذه المدينة تنفرد عن بقية المدن اليمنية ، بأهلها وموقعها وحبها وجمالها
وخدماتها المعيشية التي يتوفر فيها كل شي ، لكن لم نتصور يوما أن تصبح عدن بهذا الحال المؤسف الحزين ، حين نجد عامة الناس فيها يفترشون الشوارع بحثا عن النوم لساعات في ظل غياب خدمة الكهرباء التي يعاني الناس منها هذه الأيام ، مما أجبر بعض سكانها للترحال إلى مناطق باردة بحثا عن حياة سعيدة ٠
فعذرا يا عدن ، فحكامك لم يتجرعون معاناة أهلك ، طالما عائلاتهم في مدن الجوار ، يعيشون حياة الرفاهية والملوك ٠
فما يحصل في عدن من انطفاء للكهرباء ، سابقة لا مثيل لها ، خاصة والكهرباء كل شي معلق بها ، فكل المؤشرات تنذر بانهيار شامل يعيق حياة الناس ، فإذا لم يكن تحرك إنساني عاجلا ، ممن بيدهم القرار وفي مقدمتهم دول التحالف والرئاسة والحكومة ، وبعض الكيانات السياسية ، لانقاض هذه المدينة والمدن المجاورة لها ، فصدقوني للصبر حدود ٠
فمنذ أن عرفت هذه المدينة لخدمة الكهرباء قبل مئة عام ، فلا ينغبي أن يخذلها حكامها بهذا التاريخ العريق لها ، لينطفى نورها المضئ ، وكأنها قرية من قرى الأرياف ، والعجب العجاب رغم هذه المعاناة ، لم نسمع عن استقالة أحد من المعنيين في إدارة ومسؤولية هذه المدينة ٠
فعذرا يا عدن ، فلا علي ناصر من حكامك ، ولا تاريخك عاد لك
فسقى الله زمانك الأول
ولا سامح من خذلك بهذه الصورة الحزينة التي نعيشها بظلامك الدامس ٠