قصف الولايات المتحدة الأمريكية لمركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في صعدة مدان ، ودليل على أن الضربات الأمريكية ليست كلها دقيقة ، وان هناك أهدافا مدنية يقصفها الأمريكان ، بذريعة أنها من المرافق ، التي تستفيد منها المليشيات الحوثية اقتصاديا أو تستخدمها لأغراض عسكرية ، بينما يسقط جراء قصفها مدنيون ، ناهيك عن تدميرها كبنى تحتية يستفيد منها المدنيون ، قصف الأعيان المدنية يعني أن الأمريكان ، لا يكترثون لسقوط ضحايا مدنيين ، أوانهم لا يملكون معلومات دقيقة تجنبهم استهداف مرافق غير عسكرية ، أو أن المعلومات التي يتلقونها من الميدان عبر عملائهم خاطئة توقعهم في مثل هذه الجرائم بحق المدنيين ، وهو ما يفقد الولايات المتحدة الأمريكية المسوغات السياسية ، التي تسردها لتبرير ضرباتها العسكرية ، ويضعها في موقف محرج من الناحية الأخلاقية والإنسانية ، ويفتح الباب للدخول في مفاوضات بين واشنطن والمليشيات الحوثية ، ربما تكن مسقط وسيطا فيها ، ولا نستبعد أن تتعمد واشنطن فصف أهداف مدنية وإيقاع ضحايا مدنيين ، لتتيح المجال لوسطاء بينها وبين المليشيات الحوثيين لتسوية ؛ بحيث تلتزم مليشيات الحوثيين بوقف تهديداتها الملاحة الدولية ، وتكف واشنطن عن ضرباتها العسكرية .
لا نستبعد أن يكن من اهداف قصف الأمريكان المنشآت المدنية والحيوية والخدمية في مناطق سيطرة مليشيات الحوثيين ، وسقوط ضحايا مدنيين ، تعزيز الجبهة الداخلية لمليشيات الحوثيين ، والحفاظ على تماسكها ؛ على اعتبار أن المليشيات الحوثية تحارب عدوان خارجي أمريكي لا يستهدفها وحدها ، وإنما يستهدف المدنيين والمرافق والمنشآت والبنى التحتية ، تماما مثلما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة .
حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية وحماية المدنيين والحفاظ على السلم والأمن الدولي شماعة أمريكية ، تستخدمها الإدارات الأمريكية كمبرر ثابت ومستديم ؛ لتسويغ تدخلها العسكري والسياسي في أي منطقة في العالم ، وهي ذات الشماعة المرفوعة من قبل واشنطن ، عندما تريد تغيير قواعد اللعبة ، وإعادة التموضع ؛ للوصول لأهدافها بأقل التكاليف وفي وقت وجيز .
عبدالواسع الفاتكي