آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-02:09ص

كوميديا البؤس

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 08:46 م
حنان حسين

بقلم: حنان حسين
- ارشيف الكاتب


انتشر مؤخرًا على منصة تيك توك “تريند السفارات”، كاشفًا جانبًا من معاناة اليمنيين حول العالم. فقد أصبح البؤس الذي نعيشه وقودًا لكوميديا سوداء، نحاول من خلالها التنفيس عن الألم النفسي الذي أصابنا، نتيجة غياب أي اهتمام حقيقي بنا كمواطنين يمنيين، سواء في الداخل أو الخارج.


"السفارة" تمثل بعثة دبلوماسية من مهامها الأساسية الاهتمام بشؤون مواطنيها، تسهّل أمورهم وتحمي حقوقهم. أما نحن، اليمنيين، فلا ممثل لنا، أصبح المواطن اليمني يتجنب السفارات والقنصليات في أي دولة، نحاول أن نتكئ على جدار مائل بدلًا من طرق أبوابها، في محاولة يائسة لنسيان انتمائنا، علّنا ننجو من “الزمن اليمني” الذي زاد من ثقل الحياة علينا.


حين يمتلك الإنسان وطنًا حقيقيًا، ودولة تحميه، يصبح مطمئنًا أينما حلّ، ستقف خلفه لن تسمح أن يُهان أو يُظلم. نشهد كيف ترعى الدول الأخرى أبناءها، بينما نحن نُترك لمصيرنا، حتى في موتنا. لا عجب إن استُبيحت أجسادنا أو ألقي بنا في المجهول.


لقد حُرمنا من أساسيات الحياة داخل وطننا : كهرباء، ماء، صحة، تعليم… وأُخرجنا من إطار الآدمية. صرنا نستسلم لأي ظرف، ننسى حقوقنا وهويتنا ، ننجو بما تبقى منا ، ولكن يمتد الحرمان ليجر ما تبقى منا في الخارج.


لكن لا بد أن يعي الشعب أن الكرامة لا تُمنح بل تُنتزع. نعيش في ظل عصابات متعددة، تختلط فيها ملامح الدولة مع ملامح الميليشيا، وكلها تشترك في نهش المواطن أينما كان.


ورغم كل شيء، يبقى الأمل فينا حيًا. فالشعوب التي عرفت طريقها نحو حقوقها، كانت يومًا مثقلة بالجراح مثلنا، لكنها لم تتوقف عن المطالبة بالتغيير مهما طال الزمن.