آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-02:09ص

عدن تنهار: لا دولة ... والشرعية تمعن في الغياب

الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 12:14 ص
د.فائزة عبدالرقيب سلام

بقلم: د.فائزة عبدالرقيب سلام
- ارشيف الكاتب



د.فائزة عبدالرقيب


مهما حاولنا وصف الواقع في اليمن، سنبدو وكأننا نحكي كوابيس لا تُصدق، في وطنٍ تتناسل فيه الأزمات كما تتوالد الكوابيس، لم يعد المواطن يعيش بل ينجو من يومٍ لآخر، يدفع ثمن الفشل السياسي من امنه وكرامته وصحته.


في الشمال، يعيش الناس تحت قبضة مليشيا الحوثي الارهابية اما في الجنوب وتحديدًا في عدن فالمأساة تأخذ طابع الانهيار البطيء: لا خدمات، لا امن، لا كهرباء، ولا حتى افق واضح. ذلك لانها اصبحت وسيلة ضغط سياسي ومناكفات يستتخدمها جميع أطراف الشرعية دون مواربة أو خجل.


عدن اليوم لا تسأل عن الدولة، بل تشك في وجودها اصلًا. والشرعية التي يفترض انها الامل، اصبحت عبئًا ثقيلاً على عدن والوطن. حكومة منفية، مجلس رئاسي مشلول، اعلام رسمي منفصل عن الواقع يروّج لإنجازات لا وجود لها الا في البيانات الصحفية. مدينة "محررة" تعبث بها الفوضى بينما المواطن يتألم بصمت.


وحده المجلس الرئاسي، الذي عُلّقت عليه آمال التغيير، تحوّل إلى كيانٍ بيروقراطيٍ عاجز تتنازعه الولاءات ويغيب عنه القرار. فلا رؤية ولا حسم ولا حتى مرجعية يمكن محاسبتها. فهل عدنا إلى التساؤل المؤلم: هل كنا افضل في ظل نظام الرئيس الواحد؟


غياب الدولة هنا ليس مجرد خلل اداري بل تعبير صارخ عن غياب المشروع الوطني وسيطرة منطق الصفقات والمكايدات ومنح السلطة لنخبة سياسية عاجزة تتصارع على النفوذ وتترك المدن تنهار.


عدن لا تطلب المعجزات بل اجراءات واضحة وشجاعة، تبدأ من:

* عودة الحكومة والمجلس الرئاسي إلى الداخل.

* تشكيل حكومة إنقاذ مصغّرة تهتم بالمواطن لا بمصالح الأطراف.

* اعادة هيكلة المجلس الرئاسي وتقليصه ومنح صلاحيات تنفيذية حاسمة.

* إطلاق خطة طوارئ خدمية عاجلة بإشراف مستقل ومهني وهذا أمر مقدور عليه لو تحرك الوزراء بواعز وطني وضمير حي وأخلاق نبيل


عدن اليوم تنهار، ومواطنيها يذبلون لا يريدون وعودًا ولا شعارات يريدون دولة تُنقذها من هذا الانهيار الصامت، ويريدون مناضلون شرفاء ورجال دولة تستعيد الحياة و وهج الوطن الكريم وتعيد للمواطن شعوره بالانتماء لا بالغربة في وطنه.