آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص

قيامة شعب !

الخميس - 01 مايو 2025 - الساعة 02:47 م
عبدالعزيز الحمزة

بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


المقال التاسع : (ضمن سلسلة مقالات: صرخة وعي: قراءة في استراتيجية التحفيز)


انقلاب يتمدد... ووطن يُستباح... وحكومة تصمت... وشعب يُترك للجوع .

في وطنٍ تتنازعه السلالات والأطماع، وتنهشه الخيبات من كل صوب، يتمدد الانقلاب كالأفعى، يلتفُّ حول عنق الجمهورية ليخنق أنفاسها الأخيرة، فيما الحكومة تُحيل أدوارها إلى صمت مريب، أقرب إلى الرضى منه إلى العجز، وأقسى من الخذلان ذاته.


كأنَّ ذاكرة التاريخ قد نُزِعت من صدور بعض القادة، وكأنَّ عهد الإمامة لم يكن جمرًا اكتوى به الأحرار. اليوم، يُبعث مشروع الحق الإلهي من تحت ركام الزمن، يسير على جماجم الشهداء، ويخترق جدران الدولة، بينما يُختَطف القرار الوطني في وضح النهار، دون رادعٍ أو رد.


لكن الخطر لا يكمُن في الانقلاب وحده، بل في تقاعس مجلس القيادة الرئاسي وصمت الحكومة التي لم تَعُد ترى في واجبها سوى إدارة الوقت وتدوير العجز، وكأن الوطن حقل تجارب، والمواطنون أرقامٌ لا أرواح لهم، يتضوّرون جوعًا، ويكابدون التيه، دون أن تهتزَّ نخوة مسؤول.


أما الجبهة الداخلية، فقد تحوّلت إلى لوحة من التشظي، تشبه الزجاج المكسور: لا يجمعه إلا الألم، ولا يجرح سواه. انقسامات حزبية عبثية، ومشاريع صغيرة تتناطح في حضرة وطنٍ يتهاوى. في زمن المواجهة، الوحدة فرض، والتشرذم خيانة، والتقاعس سكين في خاصرة الجمهورية.


ووسط هذا الخراب، تتآكل السيادة كما تتآكل الجبال أمام الرياح، تُعرض في سوق المساومات، وتُرهَنُ في دهاليز المصالح الخارجية، بينما يُقاد المشروع الوطني إلى حتفه. أية قيادة هذه التي تسكت عن إذلال الوطن؟ وأي صمتٍ أشدُّ إيلامًا من صمت المتصدّرين للمشهد؟


ثم يأتي الجوع كالكارثة، لا يطرق الأبواب بل يقتحمها، ومعه انهيار العملة وتآكل الكرامة، وسقوط الإنسان في بئر الحاجة والمهانة. إن استمرار هذا الانهيار ليس فقط خطرًا اقتصاديًا، بل تهديدٌ وجودي لوطن بأكمله. فكيف يُبنى وطنٌ على جوع؟ وكيف تُصان كرامة في ظل العوز والتيه؟


لكن... حين تضيق الخيارات وتُغلَق الأبواب، لا يبقى إلا خيار واحد: قيامة شعب.


شعبٌ ينهض من ركام صمته، يتقدّم الصفوف، يصرخ في وجه العبث، ويعلن أن اليمن لا يُحكم بالوراثة، ولا يُستباح بالصمت، ولا يُختزل في حفنة مصالح، ولا يُباع في مزادات السيادة.


اليمن وطن لا يُغلب... إذا وعى شعبه وانتفض.

فهل آن أوان القيامة؟



---


✍️ عبدالعزيز الحمزة ،،،، باحث سياسي

الخميس الفتاح من مايو ٢٠٢٥م