آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-03:52م

حكام بلا وطن… ووطن بلا حكام!

الجمعة - 02 مايو 2025 - الساعة 01:00 ص
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب



في كل دول العالم، القيادة تعيش وسط شعبها، تشاركه الأفراح والأتراح، تتنفس وجعه، وتحس بألمه، وتسهر على راحته.

إلا في اليمن، حيث انقلبت المعادلة، وابتدعنا نموذجًا فريدًا في الحكم: شعبٌ داخل الوطن يموت ببطء، وقيادات في المنافي تعيش برفاهية!


الناس في عدن وتعز وصنعاء والحديدة يعيشون في جحيم مستمر:

لا كهرباء، لا ماء، لا رواتب، لا أمن، لا دواء.

‏الأسواق تشتعل بالغلاء، المستشفيات منهارة، البنية التحتية مشلولة، ومع كل ذلك، لا ترى مسؤولا واحدًا يُعالج أزمة أو يُواجه الناس!


القيادات “الشرعية” متناثرة في فنادق الرياض والقاهرة وأبو ظبي وعمان…

الاجتماعات تُعقد عبر تطبيق Zoom، والقرارات تُصاغ في ممرات الفنادق، والبيانات تُطبع من خلف مكاتب وثيرة، في عواصم لا تعرف حر عدن ولا جوع الحديدة.


أما قادة “الثورة” و”التحرير” و”القضية”، فهؤلاء غارقون في مواكبهم وأسلحتهم ومكاسبهم، يحدثونك عن “السيادة” وهم لم يدفعوا فاتورة كهرباء منذ سنوات!

بعضهم لا يعرف كم كيلو سعر الرز، ولا كم ساعة يعيش المواطن في ظلام، لكنه يُنظّر عن بناء الدولة و”المرحلة التاريخية” التي نعيشها!


أي عبث هذا؟

‏أيعقل أن يتحول الوطن إلى سجن كبير لشعبه، بينما قياداته تحوّلت إلى سياح سياسيين يتنقلون من عاصمة لأخرى؟

‏أي خزي أن تُدار البلاد من الخارج بينما الداخل ينهار؟

‏أي وطن هذا الذي تُنهب خيراته من قِبل من لا يعيشون فيه، ولا يشعرون به، ولا يدفعون ثمن فشلهم فيه؟


اليمن لا ينقصه النفط ولا الذهب ولا العقول.

‏ما ينقصه فقط… قيادات تعيش بين الناس، تشعر بهم، لا تفر من واجبها، ولا تتوارى خلف جواز دبلوماسي ومخصصات مالية!


في الختام:

‏عودوا إلى الوطن إن كنتم صادقين…

‏واجعلوا الوطن في قلوبكم قبل أن تضعوا علمه على صدوركم.

فمن لا يعيش ألم شعبه، لا يحق له أن يتحدث باسمه… ومن لا يموت مع الوطن، لا يستحق أن يحكمه!


اللواء الركن : سعيد الحريري