آخر تحديث :الإثنين-05 مايو 2025-09:26م

"ماجد مفتاح".. مفتاح المجد وصمّام الأمان الذي فتح أبواب العبور لوحدة شرمة

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 10:50 م
سالم بانجوه

بقلم: سالم بانجوه
- ارشيف الكاتب



في محطته الأخيرة، يطوي دوري الفقيد عمر سالم قمبيت صفحة من أبهى صفحات التنافس الكروي الشعبي في ميفع؛ حيث شهد هذا الدوري صراعًا ملتهبًا تداخلت فيه الندية بالحماس، واختلط فيه العرق بالمهارة على المستطيل الترابي لنادي شباب ميفع، في بطولةٍ خلدت أسماء فرق تألقت ونجومٍ سطعت، وكان من أبرزهم ماجد عبدالله مفتاح، ابن مدينة عرقة في محافظة شبوة، القلب الصلب للفريق الوحداوي.


في هذه الرحلة الإعلامية، حيث نكرّم العطاء ونحتفي بالتميز، تحطّ بنا الرحال عند فريق وحدة شرمة، الحصان الأسود الذي شق طريقه بثقة إلى النهائي، وكان في طليعة هذه الرحلة نجمٌ لا يُنسى ماجد مفتاح.


ماجد لم يكن مجرّد لاعب في قلب الدفاع، بل كان قائدًا، عقلًا مدبرًا، وروحًا مُلهمة ، صوته يعلو في التوجيه، ونظرته تُبحر في تفاصيل الملعب، يقود خط الدفاع بثقة المخضرم، يُغلق المنافذ، ويشعل فتيل الهجمات بانطلاقة تُشبه رسمًا تكتيكيًا على بساط الإبداع.


في كل مواجهة، كان ماجد المفتاح الذي تُفتح به أبواب الانتصار ، يقرأ الخصم، يُعيد التوازن، يُنظم الصفوف، ويرفع المعنويات متى احتاج الفريق لذلك ..لم يكن مجرد مدافع، بل صمّام الأمان، والقلب الذي ينبض باسم الوحدة، والقدوة التي تزرع الحماس في نفوس زملائه بابتسامته وروحه الرياضية العالية.


وحدة شرمة لم تصل إلى النهائي صدفة، بل عبر مسارٍ كُتب بجهدٍ وعرق، وكان أحد أبرز أبطاله ماجد مفتاح ، لا يكتب اسمه فقط في دفاتر المدربين، بل في قلوب الجماهير.


يمتلك ماجد عقلية القادة ودهاء الاستراتيجيين، هو المهندس الخفي، من يقرأ المباريات بذكاء، ويرى ما لا يُرى ، يقول ماجد عن تجربته الثالثة في ميفع : "اللعب في ميفع ليس كأي مكان.. هنا الكرة لها روح، والجمهور ينعش الروح ، رياضة ميفع علّمتني أن المعارك تُربح بالإيمان قبل المهارة."


بطولة الفقيد عمر قمبيت تودّعنا، لكنها تترك خلفها إرثًا من الدروس الكروية والقيادية، لعلّ من أبرزها

"ماجد مفتاح" الذي أثبت أن المهارة قد تصنع هدفًا، لكن الإيمان والروح الرياضية هي من تصنع الانتصارات، وتُبني بها البطولات.