لست في صدد الدفاع عن الرجل، لكني سأتناول أهم الأحداث التي مرت بها البلاد منذ توليه رئاسة الحكومة، وصولاً إلى لحظات تقديمه إستقالته، التي أعتبرها قرار إتهام وإدانة لمجلس القيادة، والخروج منتصراً بموجب إستقالته موضحاً أسبابها، لا مُقالاً كما أرادها له الثمانية، كاشفاً خلفه الحقيقة لمن يجهلها، والتي تحدثنا عنها في أكثر من مقال، وهي أنه لا يوجد فاسد في المناطق المحررة، لا يقف خلفه ويحميه عضواً في مجلس القيادة، وأن آلية المحاصصة التي يتخذها مجلس القيادة، أفقدته دوره القيادي والرئاسي في تمثيل أعلى سلطة في البلد، تراعى المصالح الوطنية لليمن بكل أبنائه، وأصبح كلاً منهم ممثلاً لشلة معينة، إما مناطقية او حزبية او مليشاوية.
دواعي إنشاء مجلس القيادة.
نشأ مجلس القيادة بناء على الإعلان الرئاسي لنقل السلطة، وكانت أهم أهدافه، إشراك القوى الفاعلة، واستكمال المرحلة الإنتقالية، وإدارة الدولة خلالها بالتوافق وإزالة التوترات، وإنهاء الحرب وتحقيق طموحات الشعب، بقيام دولة يمنية مدنية والانتقال السلمي للسلطة وفق مخرجات الحوار الوطني والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية.
ماهي الأهداف التي حققها مجلس القيادة ؟
لا يوجد هدف واحد تحقق من الأهداف التي وردت في إعلان نقل السلطة، سوى الشرعنة للمليشيات بالحلول محل الدولة، وإعلان النفير خلال الأشهر الأولى لمجلس القيادة، من قبل مليشيات خارج هيكل الدولة، على معسكرات الأمن والجيش في محافظة شبوة، بإسناد جوي إماراتي دون أن يحرك مجلس القيادة ساكن، بدلاً من الحفاظ على الشراكة وإزالة التوتر وحقن الدماء، واستبدال التوافق المنصوص عليه في التفويض الرئاسي بالمحاصصة، وتعطيل عمل الحكومة ومصادرة صلاحياتها، بدلاً من التيسير لها وتمكينها من صلاحيتها الكاملة.
أهم نقاط خلاف مجلس القيادة مع رئيس الوزراء بن مبارك.
مصادرة صلاحيات رئيس الوزراء من حقه في تقديم المقترحات للترشيح شاغلي الوظائف العليا قبل صدور قرارات تعيينهم، وحرمان رئيس الوزراء من أي تعديل وزاري، تشجيع الوزراء على التطاول عليه والتوقيع على سحب الثقة منه، في تجاوز دستوري وتمرد غير مسبوق، وبالمقابل اتخذ رئيس الوزراء عدداً من الإجراءات الهامة، التي زادت من التوترات مع مجلس القيادة أهمها، إلغاء عقود الإيجار للطاقة المشتراة، توقيف لجنة مناقصات شراء وقود الكهرباء والكشف عن فارق السعر الذي يصل إلى زيادة في سعره تقارب 40% تذهب إلى جيوب أشخاص، وكذا توقيف بعض النفقات المالية المشبوهة في موازنة مجلس القيادة وعدد من الوزارات.
وبدلاً من تصحيح المسار وإصلاح الخلل الموجود في مؤسسة الرئاسة، المتمثلة في مجلس القيادة، تمت ممارسة كل وسائل الضغط، بهدف الإطاحة برئيس الوزراء، من أجل حماية مصالح الفاسدين، ورغم ذلك أستطاع بن مبارك إنهاء صراعه معهم بقرار إستقالة يدين مجلس القيادة، ولو كان لدينا قضاء مستقل لتم سحب الحصانة عنهم وتقديمهم للمحاكمة.
احمد علي القفيش
2025/5/4