آخر تحديث :الأحد-25 مايو 2025-03:21ص

وطنٌ يُدار بالمحسوبية… والشعب يدفع الثمن

السبت - 10 مايو 2025 - الساعة 11:56 ص
عادل القباص

بقلم: عادل القباص
- ارشيف الكاتب


في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من غلاء المعيشة، وانهيار العملة ، وتدهور الخدمات الأساسية، تُدار شؤون البلاد بأيدي مجموعة من المسؤولين الذين يتقاسمون المناصب والنفوذ في ما يشبه لعبة الكراسي الموسيقية ، حيث تهيمن المحسوبية على مفاصل الدولة، ويتصدر المشهد ثمانية رؤساء ، كلٌّ يزرع أنصاره في المواقع الحساسة، في تجاهلٍ تام لمصالح الوطن والمواطن .


تغيب الكفاءة وتُهمّش الخبراتة ، وتُمنح المناصب لمن يملك الولاء لا لمن يستحقها. فيما يواصل الشعب معاناته اليومية بين شوارع متهالكة، ومستشفيات مكتظة، ومؤسسات تعليمية تعاني من ضعف الإمكانيات، والكهرباء والماء اللذين أصبحا حلمًا بعيد المنال في بعض المناطق.


اللافت أن هذه الطبقة الحاكمة لا تزال تروّج لخطاب "الإصلاح"، وتُحمّل الفشل لجهات خارجية، بينما تمضي في نهب مقدرات الدولة، وتُمعن في تغييب العدالة والتنمية، وكأنها تعيش في عالم موازٍ لا يعرف الجوع ولا العطش ولا الوجع.


لكن الشعوب لا تنام، والوعي الجمعي بدأ يتشكل بقوة، يدفعه الألم والقهر والحرمان. فالتاريخ لا يرحم، ومن يتواطأ على خراب وطنه سيقف يومًا أمام العدالة، ولو بعد حين. الله يُمهل ولا يُهمل، ومن خان الأمانة لن يفلت من الحساب، وإن طال الزمن.


ومهما اشتدت العتمة ، ستشرق شمس الحقيقة، ويعود للوطن من يخاف عليه لا من يستثمره .