آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-08:25م

ثورة الماجدات.

الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 08:43 م
احمد علي القفيش

بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


خرجن حرائر عدن في ثورة نسوية تؤكد مستوى الوعي للمرأة في هذه المدينة الباسلة، خرجن والحزن والألم يكسي وجوههن ويخيم على بيوتهن وعلى أرجاء المدينة المسالمة، للدفاع عن كرامة العيش بعد أن ضاقت بهن السبل، خصوصاً وهن الشريحة الأكثر تضرراً في المجتمع، فالنساء العدنيات رغم النسبة العالية من المتعلمات إلا أنهن لا يكترثن بالأمور السياسية عدى القليل منهن، وجل نشاطهن يتركز في الأنشطة المجتمعية والتعليم والإدارة والتدابير المنزلية، بما فيهن الاكاديميات والطبيبات والمدرسات وغيرهن من العاملات في شتى المجالات، وما كان خروجهن عبثاً او ترفاً او بدوافع سياسية كما يتم تصويره من البعض.


ما دفع بحرائر عدن للخروج.


بعد اليأس الذي تملكهن عقب الإحتجاجات التي نفذها أبائهن وأبنائهن وأخوتهن وأزواجهن وقوبلت بالقمع والإذلال والتخوين وقتل وجرح الكثير منهم، والزج بالعديد من المحتجين في السجون وتلفيق التهم الجاهزة لهم، قررن حرائر عدن النزول لإيصال صوت مدينتهن المنكوبة إلى أبعد مدى، خصوصاً والمجتمع اليمني يحفظ مكانة المرأة، ولا يمكن المساس بها بفعل او بلفظ او أي شكل من الأشكال، وفعلاً نشيد بالأجهزة الأمنية لعدم التعرض لهن وهذا يحسب لهم، لكن للأسف الشديد تم الإعتماد هذه المرة على جيش آخر من الناشطين والمطبلين التابعين للمجلس الانتقالي الذي يمثل سلطة الأمر الواقع، لتشويه حرائر عدن بأقبح العبارات ولم يكتفوا بهذا وحسب، بل نزول عدداً منهم إلى مكان الإحتجاجات لمضايقتهن والتحريض العلني ضدهن.


نجاح الوقفة النسوية وخيبة الأمل في السلطات الرسمية.


كانت وقفة الإحتجاجات والحشود الكبيرة والتنظيم والهتافات تأكد مدى حضارة هذه المدينة ومستوى الوعي الكبير لدى المرأة العدنية، ورغم الفقر والجوع والحزن الذي بدأ عليهن، إلا أنهن كانن يقفن بشموخ بلقيس وأروى ويهزن بأصواتهن عروش الطغاة، وفي المقابل نشاهد الصمت يخيم على القصور الرئاسية في معاشيق الخالية تماماً من جميع المسؤولين، الذي يتواجدوا حالياً في الرياض، ما عدا تغريدة واحدة من رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، لم يكلف نفسه بالإعتذار للناس عن الوضع الذي وصلوا إليه، وأكتفي بأن يقول فيها أنه على تواصل مع الأشقاء في التحالف للبحث عن حلول.


تحية لحرائر وماجدات عدن وأنا على ثقة بأن وقفتهن لن تذهب سدى وأنها بداية لثورة تدك معاقل الطغاة، وأن المجتمع الجنوبي سيثور بعد اليوم رجالاً ونساءً جنباً إلى جنب، سلمياً لإسقاط الفاسدين وإنتزاع حقوقهم، إما استعدنا الكرامة او الموت وسط الميادين.


احمد علي القفيش