من مطلوب للبيت الأبيض إلى ضيف في البيت الأبيض! مشهد لم يتوقعه أحد' ولكن هذا هو وجه السياسة المتغير من كان يتخيل بوما من الايام أن "الشرع" الرجل الذي كانت صورته تتصدر قوائم المطلوبين في واشنطن، وتُرصَد الملايين للقبض عليه سيقف يوماً ما وجهاً لوجه مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب؟ليس كمطلوب، ولا كخصم بل كرئيس دولة، يُصافحه بابتسامة دبلوماسية تعكس حجم التحول في موازين القوى والنفوذ.
هذه ليست مجرد صوره بل لحظة فارقة تختزل دروساً عميقة في السياسة: لا أعداء دائمون ولا حلفاء دائمون… بل مصالح تتحكم في المشهد المطلوب بالأمس يمكن أن يصبح شريكاً اليوم إذا تغيّرت المعادلات والخرائط السياسية لا تُرسم بالحبر فقط، بل بالقوة، والدهاء، والتحالفات الذكية.
هكذا تُكتب فصول جديدة من التاريخ…تاريخ لا يعترف بالثوابت، بل يُصاغ كل يوم وفق منطق جديد الدبلوماسية الذكية قادرة على تحويل العدو إلى صديق، والمطلوب إلى زعيم.
السياسة ليست أخلاقا 'إنها لعبة المصالح، وصراع الإرادات، و"فن الممكن" كما قيل يوماً تأملوا الصورة جيدا فهي لا تختصر فقط مسيرة شخص، بل تلخص ما يمكن أن تفعله الإرادة، والحسابات الدولية، وتبدّل الأزمنة.