آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-11:54م

المسؤولون تركوا عدن تموت تدريجياً ومعاشيق تصفر باستثناء الفريق الداعري وغياب بن بريك مقبول

الأحد - 18 مايو 2025 - الساعة 10:06 م
علي منصور مقراط

بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


ما أشبه الليلة بالبارحة.كتبت منتصف العام الماضي 2024م هجرة مسؤولي الشرعية وحكومتهم وسلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي عدن باستثناء وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري صامد ويشعر الناس من خلاله برائحة الدولة ،

اليوم وبعد مرور عام تكرر المشهد ولكنه أكثر مأساوية وكارثية لم تعرفه المدينة العظيمة وناسها الصابرين طوال حياتهم ازمة معيشية تطحنهم في عدن ومعظم المحافظات المحررة وتسحقهم بشكل مفزع ومروع ومريع . يتصدرها توقف المرتبات ونحن اليوم ندخل العشر الأخيرة من شهر مايو الجاري ولم تصرف رواتب الشهر الماضي ابريل . والمخيف الجميع مدنيين وعسكريين وهذا الراتب وان كان شوية فتات لكنه يحفز للبقاء على قيد الحياة..ويأتي هذا في ظل استمرار انهيار العملة يصاحبها غلاء جنوني في أسعار كل متطلبات العيش البسيط وليس الكريم . فيما خدمات الكهرباء حدث ولا حرج تأتي بالتقطير ساعتين بعد ثمان ساعات ليلا ونصف يوم في النهار أمام فصل صيف شديد الحرارة يخلس جلود البشر والمقابر مفتوحة لاستقبال الموتى من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى المصابين بالسكر والضغط وووالخ

يحدث هذا بشكل يومي أمام هروب وليس غياب جميع السلطات بتراتيبها القيادي لايوجد في عاصمة حكومة الشرعية عدن عضو من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الثمانية ولاسلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي فيما دولة رئيس الوزراء الجديد الاستاذ سالم صالح بن بريك عذره مقبول الذي مرت نحو أسبوعين من تعيينه واجزم أنه لن يعود دون يحمل مفاجأة بشرى انفراجة إسعافية من الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية لانقاذ الشعب في صرف رواتب شهرين دفعة واحدة وتحسن مقبول في الكهرباء والعملة ..اعرف الرجل ويتحدث عنه مقربون في تجربتهم معه أنه لا يمكن يظهر وجهه ويطل علينا من مطار عدن والوضع خراب ومستحيل يقبل على نفسه إحراق تاريخه مبكرا ، لن يعود ويجمع المجتمع على بقائه في الرياض حتى يجد الدعم العاجل المنقذ .

لكن السؤال اين بقية الوزراء الحقيقيين لماذا تركوا العاصمة عدن وطال غيابهم باستثناء رجل الدولة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري وهو المسؤول الوحيد دون مبالغة الذي يشعر الناس بوجوده وتواجده بينهم رغم أن مهمته القوات المسلحة وليس قضايا المواطنين ومع ذلك لا يتهرب أو يختفي في معالجة ما أمكن وفق إمكانياته وصلاحياته .

محافظ عدن الاستاذ احمد حامد لملس الذي عاد قبل يومين بعد غياب طويل وطويل لم يعد ناس عدن يحسون بوجوده يجي ولا يروح فهو يعيش في عالم آخر بعيدا عن واقع وصل فيه الإنسان في المدينة التي يفترض يحكمها إلى الحضيض.. وهي الحقيقة التي نقولها بامانة وصدق أبناء عدن يشعرون أنهم بدون محافظ قريب من معاناتهم يزعل ويحزن ويغضب ويرفع صوته في وجه السلطات كما يكرر الناشطون تهديده اقصد لملس قبل أربع سنوات حين أعلن إذا يأتي الصيف القادم دون معالجة قضية الكهرباء سأقدم استقالتي.. مرت سنوات وتفاقم انقطاع الكهرباء إلى أيام ومازالت استقالته لم تكتب ومع ذلك اعذره لن يقدم استقالته رغم رغبته ترك كرسي المحافظ ولكن نأجل الأسباب وتفاصيلها..

اخر كلمة نصيحة لسلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي قرار منع الاحتجاجات الشعبية السلمية المطالبة بالخدمات قرار ضدكم وليس من مصلحتكم محاصرة الشعب وفرض عليه عقاب جماعي ..إذا كنتم تتقاضون مرتبات بالعملة الصعبة الناس التي خرجت بدون رواتب منذ شهرين وهو راتب حقير بالعملة المحلية المنهارة.. ارفعوا ايديكم عن شعب عدن الذي يموت جوعا واركوا الناس تمارس حقها في المطالبة بحقوقهم المشروعة ووفروا لهم الحماية ولا مبرر لقمعهم بوجود مندسين من يتطاول ويخرب ويخرج عن الاحتجاجات السلمية يعاقب وفق القانون..منع الناس وكتم أفواههم يجعلكم في مواجهة مع الشعب ويفقدكم ما تبقت من قناعات شعبية حقيقية بكم حاملين قضية ولن يتبقي معكم الا المنتفعين والمزايدين والمطبلين المتمصلحين فقط وستذكرون هذه النصائح قريبا إن لم تتفادون هذه الأخطاء والاستراتيجية القاتلة ..فكروا بعقل وعودوا إلى الشعب .. سلااااااااااام