آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-01:30م

عيد الوحدة 22 مايو

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 05:22 م
صفوان القاضي

بقلم: صفوان القاضي
- ارشيف الكاتب


شهدت اليمن حدث تاريخي عظيم، في مثل هذا اليوم من عام 1990م، قبل ثلاثة عقود من الوحدة تقريبًا.

اليوم تعاود علينا ذكرى عيد 22 مايو للوحدة التي وحَّدت اليمن شمالا وجنوبا تحت سقفٍ واحد وراية واحدة أرضا وإنسانا. أقول من المؤسف جدا أن تعاود علينا ذكرى هذا اليوم ونحن بهذا التفرق والشتات الممزق الذي حال بنا إلى ما نحن عليه في الحال.

أضحى بؤس بلادنا كاهل يستتب بالسخط الآخذ بنا في تيه الانقسامات نحو التشظي في فلك المجهول دون تحديد الوجهة من الهدف في إطار متعدد الأجزاء مختلف الغاية بصدد كسب المعركة للصالح الأقوى بالفوز والتحرك وفق المخطط المدروس لكل جماعة.

لم يعد الشمال شمالا كما عرفناه ولا الجنوب جنوبا عهدناه لقد تعثَّر الوطن حقًّا في متاهة الصراع والتبعية دون أن ندرك إلى أين تمضي بنا القافلة التي على متنها تسير الرحلة.

إننا حقًّا عالقون في هذا الخواء العويص بمواربة الحيرة والتوقف عند مُعضلة اليأس المُغيِّم على أفكارنا بضباب محجوب الأمل. هذا حال ما آلت إليه البلاد منذ اختلاق الفوضى وهدم النظام وتفشي زمام الأمور دون تجذير البدائل في سلطات الدولة.

أقولها بصريح العبارة إننا في حالة وهن من الضعف والعجز عن إدارة البلاد ونشر السلام في أوساط الشعب ونحن فاقدين القدرة عن إصدار قانون أو حكم أو قرار ينفذ على أرض الواقع.

فكيف لنا أن نحتفي بعيد الوحدة في ظل النزاع الراهن بالمقت والعنصرية وبالأنانية دون أن نعي ما المصير الحتمي لذلك؟!

أصبح الشمالي دحباشي والجنوبي انفصالي ومن هذا القبيل كلا يتغنى بليلى وليلى بالمريخ، أو لعلها تحتضر بسكرات الموت.. نٌكِّن البغض والكراهية ونصدح بالنشاز والنزوات ومن ثم نعزف فوق ذلِك عود الوطنية كآلة للنفاق نتناقض حسب الحاجة.

لماذا نكذب على أنفسنا بادعاء الوطنية دون إخلاص النية؟

عمومًا رغم فقدان الأمل وهشاشة الوحدة إلا إنني أهني الجمهورية بهذه المناسبة وأدعو لها بطول الأمد، عاشت الوحدة.