آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-03:27ص

خطاب الوحدة المزعومة: حين يختفي الحق وراء بريق الكلمات،، والجنوب بين ذاكرة الألم وإرادة التحرر

الخميس - 22 مايو 2025 - الساعة 12:06 ص
عبدالله مسعود العلهي

بقلم: عبدالله مسعود العلهي
- ارشيف الكاتب



في الوقت الذي نستمع فيه إلى خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة ذكرى 22 مايو لا يسعنا إلا أن نذكّر بأن الشعوب لا تُختبر بالتمنيات ولا تدار بالمجاملات بل بالحقائق التي رسخها التاريخ والواقع


لقد أثبت الماضي ــ وتحديدا حرب 2015 ــ أن من الصعب بل من المستحيل أن تتجسد وحدة حقيقية بين شعبين يختلفان ثقافيا وتاريخيا، بعد أن مورست أبشع الانتهاكات ضد الجنوب على يد مختلف القوى الشمالية مجتمعة بما فيها من تختلفون معها اليوم فهل تُكتشف "الوحدة" بعد أن اختلفتم فيما بينكم؟ ألم تنسوا شن حربكم على الجنوب قبل أن تختلفوا؟ كنتم كمن جعل الجنوب غنيمة لكم بكل فصائلكم،،

حتى وان خذلتنا قياداتنا فالقضية قائمة وستظل قائمة


إن مصير الشعب الجنوبي بات واضحا لكل ذي بصيرة لكنه أُجهض ـ للأسف ـ مرارا من بعض الأطراف التي تدّعي تمثيل القضية الجنوبية، بينما تسهم فعليا في إرباك مسارها


لقد توحدتم جميعا في الماضي للحرب ضد الجنوب، واليوم، باختلاف مصالحكم، تتغنون بوحدة لم تُبن يوما على عدالة أو احترام متبادل الجنوب قدّم شهداء على مبدأ ولن يتراجع عنه لأنه لم يعد يقبل أن يُختبر مرة أخرى بقيادات لا يربطها به سوى خطابات موسمية


قضيتكم اليوم واضحة وهي استعادة أراضيكم من الحوثي وهذه معركتكم أنتم وليست معركة الجنوب نحن نحترم خياراتكم فاحترموا خيار شعبنا

الجنوب ليس مختبر تجارب لقيادات تبحث عن الشرعية بل وطن قرر أن يحكم نفسه


ختاما:

الوحدة التي لم تصمد أمام أول اختبار للحرب والحقوق، لن تُفرض علينا اليوم بعبارات منمّقة تخفي خلفها مشروع الهيمنة القديم ذاته.


عبدالله مسعود العلهي