لن تزايدوا علينا بالوحدة ولا بالانفصال

في خضم هذا الانقسام الحاد، بين من يرفع شعار الوحدة اليمنية كأنها مقدّسة، وبين من يتحدث عن الانفصال كأنه خلاص، نجد أنفسنا أمام مشهد عبثي يريد كل طرف أن يصادر الوطن لمصلحته، ويمنح نفسه حق التخوين والتكفير الوطني لكل من لا يسير في ركبه.

لكننا نقولها بوضوح: لن تزايدوا علينا لا بالوحدة ولا بالانفصال.

نحن من آمنّا بالوحدة قبل أن تتحول إلى وسيلة للإقصاء والنهب. وآمَنّا بحق الجنوب في تقرير مصيره قبل أن تُختطف قضيته لصالح مشاريع صغيرة أو مصالح خارجية. نحن لا نحمل قضية لنساوم بها في الفنادق، ولا نرفع شعارًا لنعبر به إلى حسابات شخصية أو فئوية.

من يرفع راية الوحدة اليوم وهو غارق في الفساد والتبعية، لا يمثل مشروعًا وطنيًا، بل مشروع استغلال.

ومن يرفع راية الانفصال وهو يعجز عن بناء نموذج عادل في محافظة واحدة، لا يمثل الجنوب، بل يمثل الفشل.

نحن نؤمن بالوطن الذي يُبنى على الشراكة لا على الوصاية، على العدالة لا على النهب، على التنوع لا على الإقصاء. سواء كان ذلك في وحدة عادلة، أو في صيغة اتحادية تحفظ الكرامة والسيادة، أو حتى في خيار فك الارتباط إذا أصبح هو السبيل الوحيد لاستعادة الإنسان والدولة.

لكننا نرفض أن يتحول الوطن إلى مزاد، والقضايا الكبرى إلى شعارات يُزايد بها كل فاشل لتبرير عجزه أو خيانته.

نحن وحدويون حين تكون الوحدة عدالة، وجنوبيون حين يكون الجنوب حرًّا، ويمنيون حين تكون اليمن لكل أبنائها.

الوطن ليس شعارًا تلوّح به على المنابر، بل مشروع حياة وكرامة وحق وعدل.

ونحن سنبقى مع هذا المشروع، لا مع من خانوه من كل الاتجاهات.

والله من وراء القصد.