آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-09:56ص

يسقط المجلس الرئاسي

الجمعة - 23 مايو 2025 - الساعة 09:20 ص
سالم سمن

بقلم: سالم سمن
- ارشيف الكاتب


حالة من التيه والضياع والخوف والغلَق والحرمان يمر بها هذا الشعب يومًا بعد يوم، وهو يرى تضاعف المعاناة المعيشية مع تردي جميع الخدمات الأساسية وانعدام المرتبات، التي أصبحت لا تساوي شيئًا إن وُجدت، أمام فقدان العملة لقيمتها الفعلية أمام الدولار والريال السعودي.


فأصبح المواطن مغلوبًا على أمره، تتلاعب بمستقبله شِلَّة سوقية أتى بها القدر إلى رأس هرم السلطة في هذه البلاد، بينما كانوا لا يحلمون مجرد الحلم بالوصول إلى أبواب الحراسة في قصر الرئاسة.


لقد أثبتت جميع ردات فعلهم تجاه الحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن يوميًا في هذه البلاد، أنها ردات فعل سوقية، مجردة من القيم والأخلاق والمبادئ، وخالية من أي استشعار بالمسؤولية.


هذا الصنف من البشر لا يخضع أو يرتدع لشرع أو قانون أو أعراف إنسانية، وبالتالي فإن أمثال هؤلاء لا يُعوَّل عليهم ولو بنسبة 1٪ في أن ينتصروا أو يقفوا إلى جانب قضايا الوطن والمواطن، بل إن التعويل عليهم يصيب المرء بحالة مرضية قد تستدعي تدخل الطبيب.


وهنا نجد أنفسنا وقد ضاقت بنا السُبُل، وأُغلقت جميع الأبواب، واستُنفدت كل الحلول في التعامل مع هؤلاء، ولم يبقَ أمامنا إلا خيار واحد للخلاص من هذا الكابوس الرئاسي الذي ابتلانا الله به، وهذا الخيار هو خيار حتمي، لا إرادي، فُرض علينا من قبل هؤلاء. وآخر العلاج الكي.


نعم، لا بد من خروج أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، الصامد على أرضه، الصابر على أوجاعه وأحزانه وآلامه، الصابر على الجوع وحياة الذل والهوان التي تسبب بها هذا المجلس المسمى زورًا وبهتانًا "رئاسي"، بينما في الحقيقة هو مجلس مآسي.


خيارنا واضح: الخروج في مسيرات ومظاهرات، شعارها: يسقط المجلس الرئاسي.. يرحل الرئاسي بأوزاره وآثامه ومآسيه.


بقاء هذا المجلس هو بقاءٌ لجميع أزمات ومشاكل البلاد، بقاءٌ لحالة الإفقار والجوع والعطش والأمراض.


بقاء هذا المجلس هو بقاء لانعدام جميع الخدمات، وانهيار المؤسسات والمرافق العامة والخاصة، واستمرار الانهيار الكلي للعملة المحلية، ودخول البلاد في نفقٍ مجهول ومظلم.


إسقاط وترحيل المجلس الرئاسي (المآسي) مطلب شعبي وواجب وطني، وعلى الجميع النفير لتحقيقه.


نحن لا نتجنى على هذا المجلس أبدًا، ولكن لأن المجلس لم يأتِ بإرادة شعبية ووطنية، بل كان تنفيذًا لرغبات وأهواء الخارج ، مجلس صُنع لتحقيق رغباته السامية، المتمثلة في الاستحواذ على القرار السياسي اليمني بشكل عام، شمالًا وجنوبًا، ومحاربة تطلعات شعب الجنوب للاستقلال، من خلال حرب الخدمات والأزمة الإنسانية التي يكتوي بنارها هذا الشعب.


لقد صنعوا مجلسهم الرئاسي ليكون حجر عثرة أمام كل آمال وأحلام وطموحات شعبنا العزيز في السير قُدمًا نحو مستقبله، وفي معركته المصيرية مع مليشيات الحوثي.


وكان لهم ما أرادوا، من خلال هذا المجلس، مقابل فتات من المال، فوجد ضالته في ضعاف النفوس هؤلاء.