آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-12:57ص

الذاكرة الفنية اليمنية

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 09:19 م
علي عبدالإله سلام

بقلم: علي عبدالإله سلام
- ارشيف الكاتب



في الذاكرة الفنية اليمنية .. لا يمكن لشخص أو سياسي متطرف أن يمحوها من ذاكرتنا كهواة للفن اليمني الأصيل..ببساطة هؤلاء الفنانين صنعوا تاريخ عظيم لايمكن أن ينساه الإ جاهل في التاريخ أو مرتزق لجهه خارجية أو لحزب غرضه غير شريف


في العام ١٩٦٢ غنى الفنان العدني محمد مرشد ناجي (المرشدي) لعبدالله السلال كأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية

(أنا فدى صنعاء فدا بلادي..

أنا فدى السلال بكر ينادي..

من الحسن والبدر..

حرر بلادي..) وهذه إحدى أغانيه الشهيرة.

في العام ١٩٧٧ غنى المرشدي رائعة المثقف والسياسي الاستثنائي سلطان الصريمي (نشوان) .. القصيدة التي اثارت لغطا في الوسطين الثقافي والسياسي ، ونبشت الاوجاع وايقضت التوترات بين صنعاء وعدن..

(نشوان) تحفة فنية وادبية وسياسية مميزة ، جادت بها قريحة شاعر مبدع، ولونها فنان استثنائي بلحن وصوت بعكس أنين الناس واوجاع الوطن ..

منعت (نشوان) لعامين في عدن ، وحينما اشتعلت التوترات مع صنعاء في 79م أفرجت عنها ، وكانت رسالة فنية - شعبية قوية منعتها صنعاء

أعطى(المرشدي) للأغنية الوطنية مذاقا خاصا .. غنى للناس ..للعاطفة وللثورة والاستقلال ، فتماهى مع الكلمة ، وعاش اللحظة ، واتقن اللحن فغنى للوطن بأجمل واعذب الألحان.

في منتصف الثمانينات غنى فنان الجمهورية اليمنية أيوب طارش

عدن.. عدن فيها الهوى مُلَوَّن

لكن لمن

أسلو بها أو أشتكي وأحزن

لا اشتد لي فيها وتر ولا رن

وهي من كلمات الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان المشهور (الفضول)

أما في صيف حرب ١٩٩٤ ظهر الفنان الكبير محمد سعد عبدالله بأغنيته الشهيرة (وحدويين) وبكل تأكيد لم يكن الغرض سياسي بل كان في إصلاح ما تبقى لمفهوم الوحدة السياسي الذي عقبه حرب إستفاد منها أطراف لاتنتمي للإنسان اليمني تجاه الوطن جنوبا..


ويقول في مطلعها (وحدويين ولا في مجتمعنا شاذ .. ولا فينا انفصالي

وحدويين .. ولا هذا جنوبي عاد .. ولا هذا شمالي

بات يحضنا وطن .. وحدوي اسمه اليمن

رفرفي يا راية الوحدة .. تملّي في العلالي


وأخيرا اسهمت الأغنية اليمنية ايضا في تقويم المسار وكانت مصدر الهام درجات الاحساس الوطني ممزوجة بكل الالوان تملأ الارض لحنا وشدوا وغناء.

تبقى الذاكرة الفنية اليمنية شاهدة على مراحل التحول الوطني والسياسي والاجتماعي، بما حملته من أغانٍ خالدة ومواقف صادقة، جسّد فيها الفنانون نبض الشارع وضمير الوطن. لم تكن الأغنية اليمنية مجرد وسيلة طرب، بل كانت وثيقة تاريخية، وسلاحاً ناعماً في مواجهة القمع والتزييف، وصوتاً عابراً للحدود والانقسامات. ورغم محاولات الطمس والتشويه، ستظل تلك الأصوات والأنغام حاضرة في وجدان الشعب، تحفظ التاريخ، وتلهم الأجيال، وتؤكد أن الفن الأصيل لا يموت، بل يزداد خلوداً كلما اشتدت العواصف.