آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-02:14ص

زيارة رئيس المجلس الرئاسي اليمني الى موسكو: اختبار دبلوماسي محفوف بالأمل والحذر

الإثنين - 26 مايو 2025 - الساعة 10:38 ص
د.فائزة عبدالرقيب سلام

بقلم: د.فائزة عبدالرقيب سلام
- ارشيف الكاتب


د. فائزة عبدالرقيب


في توقيت بالغ الحساسية داخليا وخارجيا، يستعد رئيس المجلس الرئاسي اليمني، د. رشاد العليمي، يوم غد الثلاثاء لزيارة موسكو.

داخليا، يعاني اليمنيون من استمرار انقلاب الحوثيين المدعوم ايرانيا وسط تراجع الخدمات في المناطق المحررة وغياب فاعلية المجلس الرئاسي ما يعمق الفجوة بين السلطة والشعب.

خارجيا، تأتي الزيارة وسط انشغال القوى الغربية بملفات اوكرانيا وأمن الطاقة، ما خلق فراغا استراتيجيا بدأت قوى كالسعودية والامارات والصين وروسيا بملئه.


تسعى القيادة اليمنية من خلال هذه الزيارة إلى كسر الجمود السياسي وفتح قنوات تعاون اقتصادي مع موسكو خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية. الا أن الحذر واجب، فروسيا، رغم دورها المحتمل كوسيط، ترتبط بعلاقات وثيقة مع ايران والحوثيين ما يجعل تخليها عنهم امرا غير مرجح. لذا، لا يُنتظر من الزيارة انقلاب جذري في الموقف الروسي بل تحريك للمياه الراكدة ومحاولة تحييد موسكو عن دعم الحوثيين.


هذه الزيارة تمثل اختبارا لقدرة المجلس الرئاسي على صياغة سياسة خارجية متوازنة تراعي المصالح الوطنية دون إرسال إشارات تربك التحالفات الاقليمية خصوصا مع السعودية والامارات. كما يجب الحذر من استغلال موسكو للملف اليمني كورقة تفاوض في قضايا دولية واحتمال توظيف الحوثيين لأي تقارب مع روسيا لتعزيز مكانتهم كطرف شرعي.


ينبغي أن تكون هذه الزيارة محسوبة ومدروسة جيدا، بخطط ورسائل واضحة تؤكد أن مصلحة اليمن فوق كل اعتبار. إنها ليست مجرد لقاءات بروتوكولية بل اختبار حقيقي لمدى قدرة القيادة اليمنية على توظيف السياسة الخارجية لصالح اليمن مع تجنب الافراط في الرهان على موسكو او في مغامرات قد تمنح الحوثيين فرصة للمناورة.


يبقى الامل أن تتحول الزيارة الى خطوة عملية تعيد لليمن دوره في الاقليم والعالم دون أن يدفع الشعب اليمني ثمنا لمصالح الاخرين.