آخر تحديث :الإثنين-02 يونيو 2025-08:48م

الناس تجوع ... والمسؤول يسافر ! أين العدالة ؟

الأربعاء - 28 مايو 2025 - الساعة 08:54 ص
عادل القباص

بقلم: عادل القباص
- ارشيف الكاتب



مع اقتراب عيد الأضحى ، يعيش المواطنون في الداخل واقعًا معيشيًا واقتصاديًا قاسيًا، يُثقل كاهلهم ويزيد من أوجاعهم، وسط ظروف متدهورة تكاد تخنق أي أمل بفرحة العيد . بين تأخر صرف المرتبات (الإعانات) وغلاء الأسعار الجنوني، يجد المواطن البسيط نفسه أمام تحديات تفوق قدرته على الاحتمال، فيما تغيب الحلول وتستمر المعاناة.


عيد بلا استعدادات… و"الكماليات" أصبحت أحلامًا


التحضيرات المعتادة التي كانت ترافق استقبال العيد تحوّلت هذا العام إلى رفاهية بعيدة المنال. ملابس العيد، اللحوم، الحلويات، وحتى الضروريات البسيطة أصبحت "كماليات" لا يقوى المواطن على توفيرها. انهيار القدرة الشرائية جعل من أيام العيد ثقيلة ومثقلة بالهموم، لا فرحة فيها سوى محاولة التشبث ببقايا الأمل .


رواتب لا تكفي وغلاء يطحن


تأخر صرف المرتبات، التي هي أصلاً لا تفي بمتطلبات الأسر، جعل الوضع أكثر سوءًا. الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية أجهز على ما تبقى من قدرة الناس على الشراء. يعيش المواطن بين مطرقة الفقر وسندان الغلاء، بينما تغيب الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية، لتكتمل صورة الألم والمعاناة.


المواطن يتألم... والمسؤول يغيب


في المقابل، يعيش المسؤولون في الخارج حياة من الرفاهية، برواتبهم العالية بالدولار وبعيدًا عن صخب المعاناة اليومية. واقع مرير يجعل الناس تتساءل: من يحمل همّ هذا الشعب؟ من يشعر بأوجاعه؟ من ينقذه من هاوية الانهيار؟ بينما الأزمات تتكاثر، يزداد الشعور بالعجز والقهر والخذلان.


عيد يأتي بالدموع لا بالبهجة


ما كان ينبغي أن يكون مناسبة للفرح والتآلف، تحوّل إلى عبء ثقيل على كاهل المواطن. أطفال ينتظرون فرحة العيد، وآباء عاجزون عن تلبيتها، وأمهات يحملن الهمّ بصمت. في هذا المشهد، يصبح العيد مناسبة للبكاء أكثر من الابتسام، وموسمًا للقلق بدل الطمأنينة.


وحسبنا الله ونعم الوكيل...


في ظل غياب العدالة، واحتجاب المسؤولية، وتفاقم الأزمات، لا يجد المواطن سوى الدعاء ملاذًا. "حسبنا الله ونعم الوكيل" لم تعد مجرد كلمات، بل أصبحت نبضًا يوميًا وشعارًا لحياة صعبة لا ترحم.