في زمنٍ تختلط فيه المواقف ، وتغيب فيه الإمكانيات، تبرز شخصيات تصنع الفرق لا بالأقوال، بل بالأفعال التي تنبض بالحياة في كل تفاصيلها. من هؤلاء الرجال الذين لا تُقاس إنجازاتهم بالكلمات، بل تُروى في وجوه المرضى التي أضاءتها العافية ، الدكتور علوي فضل العولقي ، مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية ومركز نقل الدم بمحافظة شبوة.
رجلٌ يحمل بين جنبيه روحًا مفعمة بالعطاء ، وعقلًا إداريًا واعيًا لا يعرف التوقف، وجسدًا لا يرهقه العمل مهما تكاثفت المهام . عمليٌّ في كل نبضة من نبضاته، يتحرك بخطى واثقة، مدفوعًا برسالة لا تنفصل عن جوهر الطب : الإنسانية أولًا.
في محافظة شبوة ، حيث كانت الحاجة ماسة والرؤية ضبابية، حوّل الدكتور علوي العوائق إلى محفزات، واستنفر طاقاته مع طاقم مثالي من المخلصين ، لينحتوا في الصخر مشروعًا صحيًا متكاملًا : مختبرات شبوة الطبية. هذا المشروع لم يكن مجرّد مؤسسة، بل صرحًا ينبض بالرحمة، يراعي ظروف الناس، ويُراكم الإنجازات بصمت.
بأسعار رمزية تناسب واقع الناس، وبأيدٍ ممدودة بالمجان لأصحاب الأمراض المزمنة، ارتقت المختبرات لتغدو ملاذًا طبيًا لعشرات الآلاف من المرضى ، وأملًا يتجدد في كل تحليل، وكل كيس دم، وكل ابتسامة طفلٍ استعاد عافيته.
لا يبتغي الدكتور علوي فضل العولقي ولا طاقمه المتميز شهرةً ولا تصفيقًا ، بل يكفيهم دعوة أمٍ في جوف الليل، أو بسمة مريض غادر عتبة المركز وقد شُفي. هؤلاء الرجال لا ينتظرون المقابل ، فهم يرون في كل لحظة عطاء، استثمارًا في صحة الإنسان وكرامته.
في مجتمع تتقاذفه التحديات، يكون وجود أمثال الدكتور علوي ورفاقه بوصلة أمل ، ومصدر فخر، وعنوانًا لحقيقة دامغة : أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد مخلصة، وعقول مضيئة، وقلوب تنبض بالإنسانية.
نسأل الله أن يبارك جهوده، ويجزيه وكل أفراد هذا الفريق المضيء خير الجزاء ، فبمثلهم تنهض المجتمعات، وتُروى قصص النجاح التي تُلهِم الأجيال .
