حينما تتلاشى الدولة وتتداعى أركانها وينحسر من نظنهم قادتها لايبقى في معترك الحياة إلا المخلصين والشرفاء والابطال الحقيقون وليس الورقيون، ويكون أمامهم خيارين أحلاهما مُر أما الصمود بمبادى ودون إمكانيات أو التخاذل والهروب والإكتفاء بالشطح والتصنع للوطنية والبطولة الزائفة..
هذه التوطئة جسدها القليل من الشرفاء والكثير من الهلاميين الذين يعزفون على وتر الوطنية والإنتماء والهوية وهم اول من ينهب ويعبث بمصالح هذا الشعب المغلوب على أمره..
ومن تلك الشخصيات التي جسدت المعاني الوطنية والصمود الأسطوري رغم الخذلان من بقايا الدولة ورموزها البائسة الخانعة المنكسرة بين أيدي المهانة والذل هو القائد الفذ والعميد وضاح عمر سعيد الصبيحي القائد العام لقوات الحزام الامني في الصبيحة الذي صمد في وجه الرياح العاتية والأعاصير المزعجة والخذلان الذي طاله من قبل القيادة..
يعمل نجل الشهيد عمر في ظل وضع صعب للغاية وواقع لايقبل القسمة على أثنين ولايحتمل أن يستمر فيه ولكن لإيمانه المطلق بمبادئه وقيمه وأخلاقه وقبلها وطنيته آثر أن يتجرع المرار ويحتسي الحرمان في سبيل أن لايترك العابثون، والمهربون يسرحون ويمرحون كيفما شاؤوا..
لم تلتقت القيادة السياسية والعسكرية في اعلى هرم المجلس الانتقالي ،ومجلس الرئاسة القيادي لشخصية أبو عمر التي باتت من أكثر الشخصيات الفاعلة على الساحة بالصبيحة بل والمتفردة بما يقوم به وبإمكانياته التي تكاد تكون شحيحة ولكن حينما أن يستدعي الأمر أن يكون فهو سيكون ولن يختار أن لا يكون..
إلا أن الرجل حاضراً وبقوة في معترك الحياة السياسية والإجتماعية والشبابية والإنسانية مما جعله محبوب لدى الجميع..
ومع ذلك لم تعِ بعد قيادتنا الموقرة كيف تحافظ على مثل هكذا شخصيات وطنية ذات كاريزما متفردة تعمل بصمت وبصمود بأمكانيات شحيحة، ولم تنتظر أن يقدم لها أحد شيء غير ذلك الفتات الذي يأتي بين الفينة والأخرى ولايسمن ولايغني من جوع..
يفترش من يدّعون الوطنية الديباج والحرير ويأكلون مالذ وطاب بينما قيادة حزام الصبيحة وأفرادها وكل الشرفاء يعاقرون الحرمان والحاجة رغم تواجدهم معترك الحياة والخطر الذي يحاصرهم وينتظرهم..
فهل ستصحوا قيادتنا من غفلتها وتلتفت لمن هم على الأرض وليس لأولئك الذي وصل حد التخمة من الأنبطاح.