يتسأل بعض الأصدقاء والمتابعين، ما سر تُغيّر موقفي، عما كنت عليه؟!
منذ سنوات كنت من المؤيدين والمدافعين عمن سيطروا واستحوذوا على المشهد الجنوبي، شلة المجلس الإنتقالي ومن يسمون قيادات جنوبية بقوووة.
لم أكن مؤيدا ومدافعا فقط، بل كنت مطبلا لهم وبوق معهم في مرات كثيرة وعديدة، على أمل أن يكونوا رجالا، ويحققون للناس الذين آمنوا بهم شيئا ولو في حدّه الأدنى.
وكثيرا ما كنت أكرر وأدافع وأبرر لهم مناطقيتهم كونهم من منطقة واحدة قائلا:
لا يهم، أهم شيء أن يعملوا للناس شيئا، أهم شيء يجيبون ويستعيدون دولة الجنوب، ولو كانوا كلهم من #غول_سبولة.
لكنهم اثبتوا فشلهم، وليس لهم أي هدف إلا مناصبهم ومصالحهم الشخصية لهم ولأولادهم.
لم نكن ولم يك الناس يطالبونهم بما هو فوق قدراتهم وإمكانياتهم الذاتية والموضوعية؛ بقدر ما كنا نطالبهم بما هو متاح وممكن لهم، من خدمات وتقديم نماذج بسيطة في أن يكونوا رجال دولة.
لم نكن نطالبهم بإعلان دولة الجنوب كوننا ندرك أن وضع البلد شائك ومعقد بتداخلات وحسابات إقليمية ودولية.
الناس بسيطة جدا في عدن، لا يريدون إلا أبسط مقومات الحياة في حدها الأدنى، تعطهم أبسط شيء يكونون ممتنين لك.
هاجمت وزاعلت وخاصمت كثيرا من منتقديهم سواء في الفيس أو في مجموعات الواتس المحلية وأي مجموعات كنت متواجد فيهن.
ولست مناطقي ولا يمكن أن أكون مناطقي في يوما ما.
ومن يتابعون صفحتي يدركون هذا، كثيرا ما هاجمت من كنا نسميهم الذباب المناطقي.
ومن لم يسبق لهم معرفتي، بإمكانه البحث في صفحتي عن كلمات مثل: المناطقية، عيدروس، يافع، الضالع، ليدرك أني كنت معروف كأني ضالعي من جماعة الزبيدي.
مرة من المرات وأنا في هجوم دائم ومستمر للصحفي فتحي بن لزرق قال لي ذات مرة في تعليق لم احتفظ بصورة ذلك التعليق بما معناه؛
كونك تعيش في الخارج، أنت بعيد عن وضع ومعاناة الناس في الداخل، أراهنك تنزل عدن وتقعد فيها ثلاثة أشهر على حسابي، إن لم تغير رأيك وموقفك سوف أعتزل أنا الصحافة والإعلام أو أرجع مطبل معكم لمن في المشهد الجنوبي كما تريد؟!
لم أأخذ كلامه على محمل الجد، وسخرت من كلامه. واستمريت في مهاجمته والغلط عليه، كوني كنت اعتبره كما كنت اعتبر أي منتقد أو معارض غيره وأنا في غفلة موجة التزمت والتطرف الجنوبية: متأمرا يستهدف المشروع الجنوبي.
كان هذا قبل أن أدرك أن من يستهدفوا المشروع الجنوبي هم الشلة المسيطرة على المشروع الجنوبي، من يدعون أنهم يمثلوه، من خلال ما هم عليه من سلبيات عديدة وكثيرة لا اتطرق لها حتى لا يقول عني المطبلين اني مناطقي، بإمكان أي واحد منكم أن يبحث عن كلمة أحمد سعيد بن بريك في مناسبة 4 مايو، تحدث عن بعض تلك الأخطاء الكارثية لقيادة الإنتقالي في كلمته تلك.
المهم، شأت الأقدار أن أعيش الإجازة الفائتة قبل أشهر في عدن، في سبيل استمرار التعليم للأولاد، قبل أن اكتشف أن التعليم معطل ومدمر في عدن، وإن التعليم في القرية أفضل ومستمر كون رواتب المعلمين على حساب الأهالي والمغتربين، فعاوت بهم العيش في القرية لتوافر التعليم في القرية وإنعدامه في العاصمة عدن.
عشت 6 أشهر في عدن مع عامة الناس، مع الناس البسطاء، اختلطت واندمجت معهم بكل شغف وبكل حب وعشق لعدن ولحياة الناس البسيطة جدا هناك.
من خلالها تغير موقفي 180 درجة من مؤيد ومدافع عمن في المشهد ومطبل لهم، إلى معارض لما هم عليه من أخطاء فظيعة كارثية تضيع المشروع الجنوبي وتضيع كل شيء لعل وعسى يتدارك الشرفاء والوطنيين الأمر وإحداث تغييرات وإصلاحات جذرية حقيقة.
في السابق كنت انتقد واهاجم ع خفيف في الوقت الذي كنت فيه مؤيدا ومدافعا ومطبلا.
لم يعملوا للجنوب ولا للعاصمة عدن وأبنائها شيء؛ بقدر ما خربوا وعطلوا ودمروا كل شيء كان متوفر بعض الشيء.
أبسط مثال : كانوا يضحكون من الرئيس هادي ويتمسخرون فيه وعادوه بقوة "وهم اليوم من يبوسون أيدي العليمي وطارق عفاش في عدن" يتمسخرون منه وهم منذ أعوام لم يستطيعوا توفير الوقود لمحطة كهرباء الرئيس هادي التي عملها في عدن.
لم يعملوا لعدن ولابناء وسكان عدن غير الخراب والدمار وتعطيل كل شيء كان موجود.
وفوق هذا جعلوا الناس تكره الجنوب والمشروع الجنوبي، كما كرهوا المثلث وكل من ينتمي إليه بسبب ما هم عليه من في المشهد الجنوبي.
ولهذا، أن اردنا نجاح المشروع الجنوبي، إستعادة دولة الجنوب، لا بد من صحوة وثورة تصحيحية ومعالجة الأخطاء الكارثية التي يمش عليها الإنتقالي وقياداته.