آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:45ص

‏يافع … اكبر من ان تصبح مجرد معسكر للدفاع عن الفساد والفشل على حساب الوطن

الإثنين - 09 يونيو 2025 - الساعة 11:06 ص
صالح النود

بقلم: صالح النود
- ارشيف الكاتب


‏اليوم، وبسبب ما آلت إليه الأوضاع، وما وصلنا إليه، والاتجاه الذي نسير نحوه، تقع على عاتق يافع مسؤولية وطنية كبيرة، إلى جانب إخوتها من أبناء الجنوب، من الضالع إلى المهرة، لتصحيح المسار، إن كنا نحرص على الحفاظ على المشروع الجنوبي، وبعث الروح من جديد في القضية الجنوبية، وإعادة التوازن إلى المشروع السياسي ليشمل الجميع.

‏الموقع الذي تجد يافع نفسها فيه اليوم، ليس مكانها الطبيعي؛ فهي أكبر من أن تُحسب على أخطاء وفشل الآخرين، أو أن تُستَخدم في معادلات غير وطنية تُصنَّف فيها لصالح طرف جنوبي على حساب طرف آخر.

‏تمتلك يافع من المقومات ما يؤهّلها لخدمة القضية الوطنية، بما لا تملكه مكونات تدعي تمثيل الكل لكنها باتت تميل إلى تحقيق مكاسب سلطوية أكثر من سعيها إلى تحقيق إنجازات حقيقية للقضية التي وجدت لتمثيلها.

‏لقد أصبح الموقع الذي تقع فيه يافع اليوم أحد أبرز أسباب اعوجاج المشروع الوطني الجنوبي وتعثره، ومصدرًا لكثير من السلبيات التي نعاني منها.

‏وبينما قدمت يافع، ولا تزال، نماذج مشرّفة وناجحة في المواقف الوطنية، والمجتمعية، والإنسانية الا انه لا يراد لها غير ذلك واصبحت اليوم مقيدة ومحسوبة على من هو اقل منها قدرات وعطاء.

‏وفي ظل الظروف الراهنة وسياسات التحجيم من دور يافع الوطني فإن يافع مطالبة بالإسهام بشكل إيجابي وفاعل في الحفاظ على اللحمة الجنوبية، وأن تكون على مسافة واحدة من الجميع، بما يخدم المشروع الوطني الجنوبي فقط.

‏يافع قادرة على أن تكون عنصرًا فاعلًا في إنجاح تقارب جنوبي مجتمعي صلب، وأن تحقق، مع بقية أبناء الجنوب، ما عجزت عن تحقيقه المكونات السياسية في صياغة شراكة وطنية يتفق عليها الجميع.

‏لكنّ ذلك لن يتحقّق إلا إذا تحرّرت من هذا الموقع، واستعادت دورها الريادي، وعادت إلى مكانها الطبيعي، وفعّلت علاقاتها المتميزة مع كل محافظات الجنوب، على أسس من الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية الحقيقية، برؤية واضحة وصوت مسموع … لا أن يسجلها التاريخ انها كانت في يوم من الايام مجرّد معسكرٍ للتجنيد، لحماية الأخطاء والفشل.