آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-08:56ص

نبي هادي وقائد محرر

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - الساعة 02:14 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


مما تميزت به قصة نبي الله موسى عليه السلام عن غيره من الأنبياء أنه كان نبي يهدي إلى الله وقائد جاهد في سبيل استنقاذ شعبه من الإستبداد والعبودية التي كانت مفروضة عليهم من فرعون وقد طالب موسى بتحرير قومه بصريح العبارة في قوله تعالى عنه ( فأرسل معي بني إسرائيل ولا تعذبهم )

إلا أن موسى عليه السلام لم ينتقل إلى العمل على تحرير قومه إلا بعد أن أيس من استجابة فرعون ورأى في بقاء قومه في سلطان الفرعون الكافر ضرر وفتنة في الدين والدنيا ، وقد واجه موسى تعنت فرعون وإصراره على بقاء بني إسرائيل تحت سلطانه ، فأعرض موسى عليه السلام عن دعوة فرعون وأقبل على قومه يرسم له طريق الخلاص ويبصرهم بما يجب عليهم فعله في طريق الكفاح كما حكى عنه ربه تعالى ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )

فوضع عليه السلام أسس طريق الحرية والخلاص من عبودية فرعون واضحة لا لبس فيها وكاملة لا نقص فيها وهي الاستعانة بالله وتعبيد الإنسان نفسه لله والصبر على طول الطريق ، كما وأن في قول موسى عليه السلام ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) مايزيل الأوهام التي تتلسط على المستضعفين من جراء الظلم الواقع عليهم بأنه لا سبيل للخروج منه ، فإذا أيقن العبد أن الأرض ملك لله وأن الحكم فبها بأمر الله وأنه لا يدوم فيها الحكم والملك لجبار ولا تقي هون على نفسه وانتظر الفرج وفرح بالوعد بالنصر ونشط للعمل ، ونهاية الملك سواء كانت اختيارية أم قهرية ليست في مصلحة المستبد الظالم ، لأن العاقبة إنما هي للمتقين


وقد احتاج عليه السلام كما يحتاج كل من يسلك طريق الحرية الوعر في وجود الاستبداد الباطش أن يرد على تساؤلات شعبه ( قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرص فينظر كيف تعملون ) تشكو الشعوب آلامها إلى من ترى فيه الأمل في تخليصها من ظلم وقهر الطغاة ! هنا تأتي رسائل الأمل والبشرى بقرب الخلاص وهلاك الظالم فتتخيل الناس صورا لمصرعه تشفي صدورها وتمسح على آلامها وتخفف أحزانها ، ثم يأتي التذكير بالدور المرتقب بعد نيل الشعوب حريتها وهي أنه يجب عليها شكر هذه النعمة ثم طاعة الله وإقامة ميزان العدل ، وهو الذي لم توفق له كثير من الشعوب عندما استبدلت الظالم بظالم غيره والفساد بفساد مثله


محمد ناصر العاقل